ردا على التصريحات المتناقلة لوزير الصحة / د. عمر البطوش

ردا على التصريحات المتناقلة لوزير الصحة

صرح وزير الصحة المحترم التصريح الاتي في معرض تعلييقه على الاعتراض على عقود الاقامة في وزارة الصحة “الاعتراض على الشروط الجديدة لبرنامج الاقامة غير منطقي؛ و يدخل في باب استغلال الوزارة و هو ابتزاز للدولة و على قاعدة الغنم بالغرم”

ما يذكره الوزير اعلاه ان الاعتراض غير منطقي… لكن لم يتحدث اهو منطقي عفكرة اعتراض من الاساس ام غير منطقي كجوهر مطالبات؟! بل هي مطالبات محقة و وجيهة لا يوجد بلد بالدنيا يضع مثل هذع الكفالات على فترات الاقامة للاطباء المقيمين … انا تخرجت من الاردن و لم يلزمني المستشفى باي خدمة لاحقة بالمطلق… الالزام الوحيد كان لاكمال فترة الاقامة و عدم ترك شاغر للذهاب لمكان اخر و التاثير على سير العمل … اما الاستمرار ما بعد الاقامة فنظام لم اره او اسمع به الا بالاردن علما انني اطلعت على برامج اقامات في الكثير من اصقاع الارض!!! و لو افترضنا جدلا ان للوضع المحلي خصوصية تتطلب وضع سنوات التزام بشكل او باخر فمثل المدة كاف و يزيد اما وضع ثلاث امثال المدة ؛ اي ان المتدرب الذي يقضي مثلا فترة خمس سنوات عليه الاستمرار لخمسة عشر سنة التزام اي بمجموع عشرين عام من عمره فهذا خال من المنطق!!!

اما موضوع انه استغلال للوازرة فهذا كلام غير سليم فالمطالبة بالحقوق ليس استغلال لاحد بل السكوت عنها هو استغلال لحاجات الطبيب بالتطور ودخول سوق العمل!

واما انها ابتزاز للدولة؛ فالطبيب المقيم ليس من يقال له ذلك!!! … فالذي يكمل 85 ساعة عمل اسبوعيا لا يبتز الدولة ابدا … بل يدفع من عرقه و صحته ثمن بناء الدولة … و مشاهد تكرار موت اطباء اثناء عملهم ما هو الا اكبر دليل على ذلك الثمن الباهظ الذي لا يقدمه الكثير من المسؤولين على كراسيهم و يتغنون بحرصهم على الدولة بين الفينة و الاخرى!

—————————————

تعليق اخر للوزير المحترم “المواجهة ليست بين الاطباء المعترضين و الوزارة بل مع المواطنين الذين يطلبون الخدمات الطبية لهؤلاء”
هذه الجملة خطيرة جدا يا وزير الصحة فتحويل مطالبات محقة بين الطبيب ورب العمل الممثل بالوزارة لمواجهة مع المواطنين، هو اعادة توجيه للمشكلة بشكل خاطئ تماما … فالعلاقة بين الطبيب و المواطن لا يجب ان يتم جعلها على المحك في خلافات الوزارة و اطباءها … فالوزارة يفترض بها كامل الحرص على صفاء تلك العلاقة و ليس تاجيجها … لان نتاج ذلك هو زيادة العداء للطبيب و النقمة عليه و ما قد يفهمه المواطن ان اعتراض االطبيب للمطالبة بحقوقه سيجعله سببا في معاناة المواطن و التقصير في خدمتة و بالتالي جعله في مرمى الاعتداءات المتكررة اساسا عدا عن فقدان الثقة بينهما و التي هي عنصر اساس بالعملية العلاجية التي هي احد اهم اهداف وجودكم!!! فالرجاء عدم تحويل المواجهة مطلقا عن كاهل الوزارة لجعلها مع المواطن فالعلاقة مع المواطن خط احمر!!!

دعني اوضح لك ان فترة الاقامة تعتبر فترة عمل وتقديم خدمة اضافة للتدريب و ليست فترة تدريب و حسب و لذلك وجب تقاضي اصحابها دخلا في سائر اقصاع الارض لانهم يقدمون خدمة فهم اجتازوا شهادة الطب العام و انتقلوا للعمل في مجال بعينه … اما اعتبارها وكانها فترة اخذ فقط دون عطاء و مقابلها يتم تسويغ وضع شروط من كل حدب و صوب و مبالغ طائلة لسداد ما تم اخذه مسبقا فهذا غير منطقي البتة!

تحسين الامن الصحي للمواطن له اصوله اهمها جعل بيئة العمل بمستشفيات الوزارة جاذبة لا طاردة للمقيم و الاخصائي و الممرض و غيرهم و لا يكون ذلك مثلا بان نحمل المقيم ما لا طاقة و لا ذنب له به … و الا فلماذا مثلا لا نسوغ اقتطاع رواتب جميع الاداريين بالوزارة لستة اشهر لشراء اجهزة و معدات و تجهيزات … الن يحسن ذلك من الامن الصحي للمواطن و الوطن! و يجعله كذلك في ميزان حسناتهم!!!

د. عمر البطوش.
استشاري اشعة عظام و عضلات/مستشفى الجامعة الاردنية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى