رجب و القدس / ضيف الله قبيلات

بسم الله الرحمن الرحيم

رجب و القدس

يقول مايكل مورغان في كتابه ” تاريخ ضائع ” الذي صدر في واشنطن عام 2008م . ” حين غزا المسيحيون القدس عام 1099 م ذبحوا المسلمين في الشوارع و المنازل ولم يجد المسلمون ملجأ لهم ، حتى الذين لجأوا للمساجد لم يسلموا من القتل .
دافع مسلمون محتشدون عند المسجد الاقصى لبعض الوقت غير ان المسيحيين سيطروا على الموقف و جددوا مشاهدهم الشنيعة التي الحقت العار” بغزو تيتوس ” إذ اندفع المشاه و الفرسان بتهور بين المسلمين الهاربين ، وفي وسط الاضطراب الرهيب جدا لم يكن يسمع سوى الانين و صيحات الموت ، و داس المسيحيون المنتصرون على اكوام الجثث .
يقول ” ريموند داجيل ” شاهد عيان ان الدم في رواق الاعمدة في المسجد وصل إلى مستوى الركبة . مرت فتره هدوء قصيرة خلال اعمال الذبح حين اجتمع الصليبيون لإقامة ” صلاه الشكر ” على النصر الذي حققوه ، لكن سرعان ما عادوا بوحشية بالغة .
و يقول شاهد عيان آخر يدعى ” ميشو ” ان جميع الاسرى الذين نجوا في البداية بأمل دفع فدية كبيرة ذبحوا بدم بارد و اجبر اخرون على رمي انفسهم من الاسطح العالية و احرقوا احياء و سُحب آخرون من الملاجئ إلى الساحات العامة و احرقوا فوق اكوام الموتى .
لم تستطع دموع النساء و لا صراخ الاطفال ولا المكان حيث غفر المسيح لجلاديه ان تخفف من انفعال المنتصريين ، و استمرت المجزرة لمدة اسبوع و تعرض المسلمون القليلون الذين هربوا إلى عبودية رهيبة .
إلى جانب الذبح اوغل المسيحيون بالسلب و النهب و الاغتصاب ولم تسلم حتى الكنائس الغنية من السلب و النهب و تشاجر القادة المنتصرون فيما بينهم على الغنائم . كعادتها ايام الاضطراب تبرز زعيما منقذا فبعد 90 عاما جاء القائد المسلم صلاح الدين إلى القدس محررا ليجسد نوعا من الشرف الاسلامي الفروسي المدهش .
جاءت فرصة الانتقام عام 1187م بعد عدة سنوات من الصراع الحربي بين جيش المسلمين بقيادة صلاح الدين و جيش المملكة المسيحية في فلسطين انتهى بانتصار المسلمين الساحق في حطين ثم اندفعوا نحو القدس و حانت لحظة النصر بارتفاع راية الهلال و النجمة مرة اخرى فوق جدران المدينة و اسوارها .
توقع الجميع ان يقابل صلاح الدين الوحشية بالمثل ، لكنّ ذلك لم يحدث .
استحوذ صلاح الدين على القدس له و للاسلام لكنه لم يثأر و سمح لمئة ألف من الاوروبيين بالمغادرة إلى بلادهم مع اموالهم المنقولة من الذهب و الفضة و الاثاث ” انتهى الاقتباس .
كان ذلك في 27 رجب اما قبله و في رجب ايضا من عام 16 هجري فقد وصلت جنود الفتح الاسلامي اكناف بيت المقدس و استمر حصارهم للقدس 6 أشهر حتى وافق بطريرك المدينة ” صفرونيوس ” على دفع الجزية و تسليم المدينة شريطة ان يتسلم مفاتيحها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه و احتاج هذا ايضا إلى عدة أشهر آخرى حتى وصل أمير المؤمنين إلى القدس و تسلم المفاتيح في ربيع الاول عام 17 هجري و كانت العهدة العمرية التي نصت على خلوالقدس من اليهود .
ومن قبل قال الله تعالى ” سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى ” وكان ذلك ليلة 27 من رجب ايضا . بالرغم من ان الانجيل يقول ان اليهود هم اعداء الله و يؤمن المسيحيون ان اليهود قد صلبوا المسيح و قتلوه ، عادت بريطانيا المسيحية لتسلم فلسطين لليهود بمباركة اوروبيه بابوية ثم رعاية امريكية ليعيدوا المشهد الاجرامي من جديد و لتسفك دماء المسلمين في القدس و كل فلسطين من جديد و يعود التدنيس للمسجد الاقصى من جديد ، و من كان هذا فعله عليه ان لا يأمن العواقب ولا يلومنّ إلا نفسه .
و في الختام تساؤل حيث دائما يظهر صلاح الدين في ايام الاضطراب فهل يمكن ان يكون الزعيم التركي اردوغان فيصلا في هذا الاحتراب لأن اسمه الاول رجب ؟؟

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى