تغيير المختار / رائد عبدالرحمن حجازي

تغيير المختار / رائد عبدالرحمن حجازي
الدوّاج خنيفر كالعادة وعلى موعده الشهري أتى لقرية المختار مثقال ليبيع بضاعته المتنوعة , وها هو يقود حماره الأشهب والمزركش بإتجاه ساحة البيدر منتظراً قدوم زبائنه . وما هي إلا لحظات وإذ بالمختار مثقال قد جاء مهلّياً ومُرحّباً
المختار : هلا بخنيفر عساك بخير
خنيفر : الحمد لله يا أبو طايل , وشلونكوا وشلون أهل القرية ؟
المختار بخير والحمد لله , ناقصنا طلتك البهية , ها وشو علوم القُرى إللي حولينا يا خنيفر ؟
خنيفر : والله يا مختار علوم مهي زينة وما بتسر الخاطر .
مثقال : ئي .. ئي .. خير وشّو صاير يا خنيفر خير إن شا الله !
خنيفر : سمعت طراطيش حتشي , قال بقول بقولوا إنه جاي فرمان من الباب العالي بقول بدهم يغييروا المخاتير , وخوف الله أنت منهم .
تظاهر المختار أمام خنيفر بعدم الإكتراث بهذا الخبر وقال له إللي من الله يا مأحلاه , وأدار ظهره متوجهاً لبيته .
قضى المختار يومه متجهماً , وعلى غير العادة ذهب لفراشه مبكراً . زوجته زريفة سألته عن حالته غير الطبيعية فأجابها قائلاً : شوية تعب يا أم طايل . غطت زريفة بنومها العميق ولكن المختار لم يغمض له جفن , وراح يفكر بينه وبين نفسه ويقول : هسع أني صُرت خام ومش معجبهم بالباب العالي وبدهم يقيموني عن المخترة , والله ماني خابر حالي ظلمت حدا ولا تعديت على حدا .
طيب من هو بدهم يحُطوا مطرحي فريوان أبو التشذب إللي طول انهاره يظحك عالناس بعُشباته , ولا أبو زعرور (أبو الدبر) , معقول يكون أبو أنور الأهتر! لا .. لا ما ظنيت هاظ يا دوب يدير حاله , طيب ممكن رسمي ابو الظباع ! لا .. لا هاظ يالله يمون على مرته حربية , طيب ممكن يكون مفظي المقحمش ! لا .. لا هاظ إن جاه ظيف والله ما بذبحله عصفور , طيب ممكن يكون سالم الدعدورة ! لا .. لا هاظ هبيلة وما بعرفش يحتشي تشلمتين عبعظهن , يعني ممكن يحطوا ثلجي الزقطة ! ما ظنيت مهو وزنه يالله يجي عشرترطال وشلون بده يقعد مقاعد الرجال ويقظي بيناتهم ؟ وهكذا أستمر الحال مع مثقال حتى بزوغ الفجر لم ينسى أحداً من رجال القرية فمن عبد الله الإقطم صاحب الدكانة لشتيوي وجميل ابو الستشن ووصفي ابو الجاج حتى عبود دقيق المجوز كان له نصيب في منافسة مثقال على المخترة.
مسكين مثقال كلمات بسيطة من عابر سبيل ربما لا أساس لها من الصحة , أرَّقته وكدّرته وربما جعلته يُعيد حساباته بينه وبين نفسه . فهل من مُدَّكِر؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى