ذات ليلة ماطرة.. !! / أبو زيد الربابعة

ذات ليلة ماطرة.. !!

أبو زيد الربابعة / قطر

للشتاء لذة ما زلت اتحسسها في مضافة جدي يوم كنت طفلا.. كان المطر يعزف ألحانا يغنيها الفلاحون ابتهاجا ، وليل الشتاء لا يشبهه ليل.. وأحاديثه لا مثيل لها.. وللمبدعين فيه طقوس فريدة لا تماثلها الحكايات.

هذا الشتاء فقدنا ملامحة.. فهو لا ينعش الروح التي يعتصرها الألم.. ولم يعد يطرب الفؤاد ، ففيه قسوة إذ فقدنا الكثير من متع الحياة . بعد أن تقاعس البعض عن واجباتهم فلم يعد لليل الشتاء عشاقه ورهبانه.. واختزلناه بنشرة أخبار تبث الرعب والموت.. وغدا ساحة هائلة اتسعت للكثير من الأحداث.. وحجابا ساتراً للكثير من الخلسات والهمسات.. فهو ليس ليل الشتاء الذي تغنى به العشاق والمبدعون.. وجعله الشعراء ترنيمة يعزفون عليها أعذب قصائدهم.. إنه ليل هدم خيمة إبداعهم فلا يودّعون يومهم قبل وداع جثة هنا ودمار هناك.. هذا هو ليل الشتاء وتعابيره الساحرة.. ليل الشتاء الذي غابت عنه فوانيس البرق وخفقات الرعد.. ليل الشتاء الذي دوّن سيرة العشاق والمبدعين.. وكان مظلة لبنات أفكارهم التي ترتمي بأحضانه.

فرّ من استطاع الفرار ، وأبقى الشوارع أنهارا تأخذ كلّ من أصبح بلا مأوى ، لتلقيه في أعماقها ، فتبعد عنه البرد والاحساس ..

مساؤكم شتاء دافىء وهمسات بلا موبايل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى