دُمى عربية

مقال الاثنين 28-3-2016
دُمى عربية
لم يستطع الصحافي الأمريكي “فرانكلين لامب” أن يخفي دهشته ،فأراد أن يوثقها صرخة من حبر وصيحة من ورق ، علّ أحد “المعتصمين” بصمتهم يقرصه الضمير ، أو تستفزّ الحادثة “أمير المغبونين” من غير الناطقين بالعربية..
يقول لامب..أنه كان قرب شاطىء الرملة البيضاء في لبنان..لتقدم إليه إحدى السيدات وتخبره عن عرض مغرٍ “شراء أربعة أطفال سوريين بألف دولار فقط”..تقول أنها جارتهم وقد فقد الأطفال أهلهم بعد أن قضوا في أحدى وجبات القصف على حلب..وعندما لم يأبه الصحافي كثيراً في العرض قالت له : خذ الواحد بــ250 دولاراً..فلم اعد قادرة على العناية بهم جميعاً…انزعج “لامب” من هذه المهانة وصرخ بوجهها كفى..ثم التفت إلى الأولاد وإذا بهم يرتجفون من البرد والجوع فعرض عليها 600 دولار ثمناً لليتم القسري..فوافقت شريطة أن يكون الدفع بالعملة الصعبة – بالدولار تحديداً- وليس بالليرة اللبنانية لأنها لم تعد تثق بأي شيء عربي حتى العملة. فاستلمت وسلّمت ..تفاصيل الصفقة : فتاتان توأمان بعمر خمس سنوات، طفل عمره سنة ونصف أما الرابع فكبيرهم البالغ 8 سنوات..اصطحبهم جميعاً الى شقته حيث تمكث صديقته الأثيوبية هناك لتعتني بهم ..او لتعتبرها هدية متواضعة في “يوم المرأة أوعيد الأم”…
***
في سوق الألعاب ثمة “دمى” مطاطية “ماركات عالمية” لا يقلّ ثمنها عن الــ200 دولار مجرد ان تضع فيها أزواج من البطاريات في الظهر ، ثم تضغط على زر التشغيل ، تقوم بعملها على أكمل وجه ،تردد ماما ،بابا، ترقص ، تغني ، تحبو ، ترضع الحليب، وتطالب بتغيير الفوطة ثم تضحك..وعندما يريد مالكها أن يشاهد نفس الحركات من جديد يضغط على زر التشغيل ثانية لتقوم بنفس الأعمال حتى ينفد شحن البطاريات…
وفي سوق الحروب ثمة”طفل سوري” من دم ولحم “ماركة عربية”..ثمنه لا يتجاوز الـ150 دولاراً ، لم يرَ ماما، ولا يعرف كيف قُتل بابا ، يتعب، يجوع ، يخاف ، يعرى ، ينام على الرصيف يتنفس البارود المتصاعد ،لا يجيد التعبير ، يكبر وهو يبكي….وعندما يريد مالكه أن يشاهد نفس الدموع وتفاصيل الجوع يوقع على قرار “الترحيل” من جديد ، ليتجرع نفس أفعال الإذلال فيتعب ،يجوع، يخاف، يعرى، ينام على الرصيف، يكبر وهو يبكي…
**
العربي مجرد دمية في وطنه …خُلقت لتسلّي الزعيم في وقت فراغه..تغنّي له ،ترقص، وتصفّق..فإن تعطلّت أو توقّفت أو تغيّرت نبرة الصوت ..كسرها نصفين…نصفها “لجوء” ونصفها “موت”..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫11 تعليقات

  1. لا شي يصف ما نشعر به عندما نقرأ كلامك وانا على يقين بانك لا تكتب فقط لاجل الصحافة ، تكتب لتظهر الواقع الذي ربما يزين باخبار كاذبة وصفقات مزيفة … من بداية متابعتي لمقالاتك وانا بتمنى ارجع بالعمر وما اكبر ولا يمشي الزمن … .

  2. وما زلنا نسحج… التطهير ضدنا. لن يبقي ويذر.! وسندفع جميعا دما ولحما.. ولن تكتب عن رغيف الخبز بعد اليوم..!

  3. دمية ..أن استطاعت النجاة من بين يدي الزعيم وبراميله المتفجرة وصواريخه ولم تقطع اشلاء أشلاء .. فإما موت في مراكب الهجرة ينتظرها .. أو غربة وذل … أو جوع ومرض … طفولة باتت تبحث عن هويتها .. تبحث عن حل للّغز .. كيف لها ان تعكس عقارب السياسة كي تكون هي اللاعب لا اللعبة

  4. صدقني الدمية اغلى على قلب صاحبها من المواطن العربي فهو يدفع ثمنها يخيط لها الملابس وتكون دمية محظوظة ان وقعتن في يد طفلة غنية فتنام على فراضش وثير و تعيش عيشة الاميرات اما اطفالنا و فلذات اكبادنا فرميناهم في البحار و قصفناهم بالمتفجرات و سلناهم بالشوارع والان يباعون بابخس الاثمان كما بيعت اوطانهم باابخس الاثمان المواطن العربي لا يساوي يمة كلب اجرب في حواري اوروبا و الغرب الكلب الاجرب ان راته عين كاميرا او من نماشطي حقوق الحيوان اقاموا الدنيا ولم يقعدوها حزنا على تشرد الكلب!!!!!اما نحن فاطفالنا يقتلون يجوعون يتالمون يبكون يتيتمون يقصفون امام اعين العالم ولا بواطي لهم ولا معين لهم ولا امل لهم سوى الله

  5. القيام بواجبنا والسفر الى لبنان لمساعدة هذه الأطفال وإنقاذهم
    لماذا لا نقوم بحملة إنسانية يشترك فيها الاعلام الأردني الخاص والنقابات مثلا من اجل نقل هذه الأطفال الى الاردن وتأمين رعايتها عند عائلات أردنية حتى يفرج الله عليهم
    هذا كله مقدور عليه وأفضل من السوالف والولولة

      1. هل هناك من الاخوان قراء سواليف من هو قادر على البحث في الامر من ناحية قانونية

  6. هل سمعتم عن فيتامين
    (ص) ؟.
    هو عبارة عن:
    [صوم، صلاة، صدقة، صبر،
    صلة رحم، صِدق، صحبة صالحة،]

    وهو من أهم الفيتامينات
    الّتي تغذينا روحياً !

    كذلك هنالك دواء مفعوله اكيد

    اسم الدواء:
    لاتقلق بعداليوم

    مكوناته:
    لاإله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين

    طريقة استعماله:
    من الأفضل ان تقراه وأنت ساجد .

    مردوده السريع :
    فاستجبنا له ونجيناه
    من الغم وكذلك ننجي المؤمنين .

    خواصه:
    يتميز هذاالدواء بخواص مسكنه
    تبعث في النفس الطمأنينة والراحه
    وتطرد الخوف والحزن والقلق والتوتر العصبي
    ويدفع عنك سرطان الذنوب

    وأورام المحرمات
    وسيئ الأخلاق

    دواعي الاستعمال :
    يستعمل عند احساسك بالظلم والقهر والغم
    ويعتصر قلبك من منغصات الحياة ومهازلها.

    مدة العلاج :
    مدى الحياه

    لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ
    سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

  7. الدمى يا أحمد هُم الكثير من “زعماء” العرب الذين تلعب بهم أمريكا كيف تشاء ومتى تشاء؛ هؤلاء هُم الدُمى لأنّهُم باعوا أنفسهُم! أمّا الشعوب فهي ضحايا وليستُ دمُى؛ فهي وإن أُضطرت لبيع أجسادها، فهي لم تبِع إرادتها ولا ضميرها ولا حقّها بالانتقام من قاتليها يوماً!

  8. لا حول ولاقوة الا بالله
    حسبي الله بس….ولله الموت رحمة قبل ما تسمع هيك اخبار…الدور جاي عالكل خلينا ساكتين وماكلين شاربين نايمين

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى