اكتشاف ناب فيل عملاق من فترة ما قبل التاريخ في الساحل الفلسطيني الجنوبي

#سواليف

كشف النقاب عن #ناب_فيل في #الساحل_الفلسطيني الجنوبي من فترة ما قبل التاريخ، خلال تجوال شخص يتنزه في موقع قريب من البلدة الفلسطينية المهجّرة قطرة (أقيمت على أنقاضها مستوطنة ورثت اسمها أيضا: غديرا) وتنبّه لناب بدت أطرافه وهو مطمور في التراب فبادر للتبليغ عما شاهده.

 وقال دكتور ايتان مور، ويعمل باحثا بيولوجيا، إنه كان يعلم مسبقا بأن فيلة عاشت في المنطقة قبل مئات آلاف السنين، وإنه خرج للتنزه فيها مشحونا بفضول كبير. ويتابع: “فجأة شاهدت أمراً بداً كعظمة حيوان يطل طرفها من التراب، وعندما اقتربت تيقنت أنه شيء حقيقي فسارعت للتبليغ عن ذلك لسلطة الآثار”.

ويلقي الاكتشاف ضوءاً جديداً على حياة الإنسان القديم في #فلسطين في تلك الأزمان الغابرة، ويبلغ طول السنّ العملاقة النادرة نحو مترين ونصف المتر، وهذه المرة الأولى التي يكتشف فيها مثل هذا السنّ بحالة سليمة تماما منذ 50 عاما. وسبق ذلك حالتا اكتشاف لعاج الفيل بحالة مشابهة. ويقول الباحث الأثري دكتور وليد أطرش إنه لا حاجة لمخيال واسع فالحديث يدور عن فيلة عاشت في البلاد قبل نحو نصف مليون سنة منوها بأن السنّ النادرة المكتشفة تنطوي على دليل على ذلك.

عظام الفيلة

ويؤكد أطرش أنه، وباحثون آخرون، استصعبوا تصديق ما شاهدته عيونهم وهم يرقبون ناب الفيل من عصر قبل التاريخ، رغم أن المنطقة أثرية واستوطنها الإنسان منذ العصور الغابرة، بل سبق واكتشفت فيها عظام فيلة، ويضيف: “لكن هذه المرة الأولى التي يكتشف فيها ناب فيل بقي بحالة جيدة مدة نصف مليون سنة، وهذا اكتشاف مهام ومدهش على المستوى العالمي”. ويوضح أطرش أن عملية إخراج ناب الفيل من مكانه في باطن الأرض سالما قد شكلت تحديا للمنقبّين والأثريين المجرّبين، فالحديث يدور عن أحد الموجودات الأثرية النادرة والطرّية الذي من الممكن أن يتفكّك ويتحلّل فور إخراجه للهواء الطلق. ويقول أطرش إن سلطة الآثار استدعت خبيراً في علم الكائنات الحية، وتمت معالجة ناب الفيل وهو في باطن الأرض طيلة نحو أسبوعين قبيل إخراجه بطريقة مهنية وحذرة جداً.

حيوانات عملاقة

كما يوضح أطرش أن الفيلة تجولت في المنطقة هنا قبل نصف مليون سنة، وأنها عاشت لجانب حيوانات عملاقة أخرى مثل الأبقار البرية ووحيد القرن والغزال الأحمر والخنازير البرية. ويتابع: “ومع ذلك فإن اكتشاف ناب فيل في مواقع أثرية استوطن فيها الإنسان القديم هو أمر غير شائع، ومن هنا يستمد الاكتشاف أهميته العلمية. وحسب الباحثين فإن ناب الفيل المكتشف يعود لصنف خاص من الفيلة ممن لها أنياب مستقيمة وانقرضت قبل حوالي 400 ألف سنة، وهي فيلة عملاقة حجمها أكبر من الفيل الإفريقي في أيامنا.

الغذاء من لحم الفيل

ويستذكر أن أعمال حفر أثرية اكتشفت في المنطقة ذاتها قبل سنوات عظام فيلة (بقايا جماجم وأضلاع وأسنان) وأدوات حربية ومعدنية استخدمها الإنسان القديم لاستخراج الغذاء من الحيوانات. ويتابع: “يأتي اكتشاف ناب الفيل الآن بعيدا عن مواقع اكتشاف بقايا عظام فيلة في الماضي في ذات المنطقة ليطرح السؤال: هل اصطاد الإنسان القديم الفيل فبقي نابه فقط؟ أو أن الصيادين اصطحبوا معهم الناب لمكان آخر لسبب ما؟ وإذا كان كذلك هل أولى الإنسان القديم أهمية اجتماعية لناب الفيل؟

الإنسان القديم

يشار إلى أن دراسات إثنوغرافية قد اكتشفت في الماضي أن الإنسان القديم اصطاد الفيلة من خلال عشرات الصيادين ممن اجتمعوا معاً في مهمة واحدة. وينوه أطرش لوجود مؤشرات كثيرة على وجود حياة بشرية فعالة في منطقة الساحل الفلسطيني الجنوبي، ويقول إن المناخ الجاف السائد في البلاد لم يسمح ببقاء لحم الفيل طازجا لمدة طويلة، ولذلك فقد تمت عملية الصيد بشكل جماعي مثلما أن تناول لحمه أيضا تم بشكل جماعي وبسرعة كجزء من تقاليد لم شمل القبيلة حول مثل هذا النوع من الطعام.

 وهناك نقاشات داخل العالم الأكاديمي حول السؤال هل كان اصطياد الفيلة أمراً اعتيادياً وشكّل مركّبا مركزيا في سلة غذاء الإنسان قبل التاريخ القديم، أم أن صيد الفيلة تم بدوافع اجتماعية؟ وعن ذلك يكتفي أطرش بالقول: “الاكتشاف الجديد لناب الفيل في قطرة سيلقي الضوء على هذا المضمار.

المصدر
القدس العربي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى