دول العالم.. معنا أم ضد ترامب؟ / عمر عياصرة

دول العالم.. معنا أم ضد ترامب؟

ما جرى في مجلس الامن والجمعية العمومية للامم المتحدة كان مفاجئا لي شخصيا، فالارقام التي تعاطفت مع الفلسطينيين وصوتت ضد واشنطن كانت ساحقة بكل معانيها.
المواطن العربي، كما الاميركي، يجب عليهما بذات المستوى ان يصابا بالحيرة والدوار السياسي، وان يطرحا سؤالا هاما جوهريا عن مبررات هذا الاكتظاظ في دول العالم الرافضة قرار ترامب نقل عاصمته الى القدس.
الاصطفاف الدولي الذي شهدناه في المؤسسة الدولية خلال اليومين الماضيين، وحتى نكون منصفين في فهمه وتحليله، فإنه يحمل اكثر من قراءة، تتساند معا وتتكامل بدون تناقض.
فلا يمكن ان ننكر ان ثمة تعاطفا دوليا متعاظما مع الفلسطينيين، يتزايد كل يوم، وهناك عزلة دولية تعيشها اسرائيل يتحدث عنها المراقبون في تل ابيب قبل العرب وبعدهم.
هذه قراءة ترضينا كعرب، وهي صحيحة بدرجة ما، لكن ثمة مسألة لابد من التنبه لها، فهناك تذمر دولي كبير من طريقة ادارة ترامب وفريقه للعلاقات الدولية.
لذلك، لو كنت مواطنا امريكيا عاديا، لفهمت من خلال ما جرى في الامم المتحدة انه رسالة من المجتمع الدولي بكافة تفصيلاته، موجهة للشعب الامريكي بأن رئيسكم غير مرغوب فيه، وانه يعيش عزلة دولية.
لم تتردد كل الدول تقريبا برفض سياسة واشنطن، كلها متذمرة، ضعيفها الذي تساعده واشنطن، وقويها الحليف والمنافس لأمريكا تاريخيا وسياسيا.
ثم بعد ذلك، يظهر الغضب على ترامب، فتهدد مندوبته في المنظمة الدولية، بأنهم سيعاقبون بسبب مخالفتهم توجهات ترامب الشخصية، وتلك عبارات تؤكد ان العالم كله يضيق ذرعا بترامب وفريقه ونزقه ومواقفه المؤدلجة الطوباوية.
مرة اخرى، هناك تعاطف مع قضية الفلسطينيين، لكن لن يقنعني احد ان كل العالم معنا، ولعي اكثر اقتناعا بأن العالم اليوم مصطف ضد ترامب، ويريد امريكا القديمة ببشاعتها الاقل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى