دمعة أمي / محمود الشمايلة

دمعة أمي
آخر مشهد كان لمجموعة من الاشخاص يرتدون اثواب بلون ازرق غامق ، قبل ان ادخل اليهم على سرير بعجلات كانوا قد ارسلوا احدههم ليلبسني ثوب كأثوابهم في الحقيقة هو ملاءة زرقاء من المفترض أنها تستر جسدي المتعب.

الرجال يتحدثون بلغة لا افهمها ، عبثا احاول قراءة وجوههم ولكنهم كانوا يرتدون قبعات زرقاء ويضعون كمّمات زرقاء تخفي نصف وجوههم .

يقترب احدهم من جسدي أكثر يسقط الضوء ، يحققنني بمادة في الوريد ، احاول ان استطلع ملامح وجهه القاسي وفي حقيقة الامر لم تكن تلك الملامح تشي بشيء ، هي باردة وثابتة لا يمكن قراءتها نهائيا..

ما هي الا لحظات حتى انفصلت روحي عن جسدي ، الروح سافرت في ملكوت الله وجثتي الهامدة بقيت ممددة على لوح قاسي تحت اضاءة مربكة حد الدهشة.

مقالات ذات صلة

اسافر في العبث ، اعانق التيه بلا وطن ولا احمل اية عناوين …
حقنة التخدير اشبه ما تكون اداة حادة قادرة على فك السلاسل التي تربط روحي بجسدي.

لا ادري كم مضى من الوقت لم يعد يهمني عامل الوقت ولا عامل المكان ولا التاريخ ولا حتى ذلك الجسد الملقى على سرير متحرك بعجلات .

يشعر جسدي بالعطش ، هو سر الحياة ،استدعاء الروح كي تدخل الجسد من جديد، افتح عيني اتصفح الوجوه التي التفت حولي ، ابنائي وزوجتي وأمي ، هذياني يستفز دمعة أمي ، ،،،
قالوا انني شتمتهم وشتمت أشخاص آخرين لا أعرفهم ..
احاول ان اسند ظهري ولكن دون جدوى ، عجزت تماما عن الحركة ،،،،،
ينسحب البنج المخدر من جسدي ببطء شديد وتحل مكانة حقول الالم والوجع في جسدي ،،،
يشتد هذياني أكثر ، أختنق بصوتي أعجز حتى عن الهذيان ،،،،،،
اذكر اني طلبت من الجميع أن يتركوني ،،،فلقد كانت
دمعة أمي هي الالم الذي لم يكن باستطاعتي احتماله .

اتألم ،، اتألم كثيرا …
انظر في وجه أمي ، أبتسم في وجهها وأقول بصوت غائب ،،، الحمد لله أنا بخير يا أمي، فلم أعد أشعر بالألم… ولا أدري إن كانت أمي قد صدّقت كذبتي التي ازاحت بيدر من الالم عن قلبي…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى