دقّي يا مزيكة \ يوسف غيشان

دقّي يا مزيكة

الفيلسوف الساخر الفرنسي الكبير فولتير يتحدث ، في واحدة من أقاصيصه،عن الشاب البابلي صادق الذي كان يتجول في البلاد الواسعة، في القرن الخامس عشر الميلادي وفي واحدة من رحلاته يصبح مستشارا لملك سرنديب (سيلان حاليا)، وكان هذا الملك يعاني من فساد بطانته وسرقتهم الدائمة للخزينة ، وقد غير أمين خزينته أكثر من مرة، لكن خزينته كانت تنتقل من لص لآخر .
استشار الملك الشاب البابلي صادق ،وسأله كيف يستطيع أن يحصل على أمين خزينة نزيه ولا يسرقه، فقال له ان افضل وسيله للحصول عليه هي عن طريق مسابقة رقص . اندهش الملك لكن صادق أكد له انه الحل الوحيد .
اعلنوا عن مسابقة رقص ، وقد وضع صادق جميع كنوز الملك في الطريق قبل أن يصل الراقصون الى الحلبة، دون حرس . وصار الراقصون يدخلون واحدا تلو الآخر ، وكانوا جميعا يعانون من الثقل ، هذا يميل الى جنبه الأيمن والآخر الى الأيسر، والثالث لكأنه يعاني من الباسور والرابع من الناسور، الى ان جاء احد الراقصين ..كان رقصه سيئا لكنه كان خفيفا ويتنقل بكل سهولة في أرجاء الحلبة ، فأشار صادق الى الملك وقال له : – هذا امين خزينتك النزيه .
طبعا عرفتم السبب ، ولم يبطل العجب ، فقد قام المتسابقون بسرقة ما تيسر لهم من الذهب والجواهر خلال مرورهم، ووضعوه في جيوبهم وأكمامهم ، لذلك فشلوا في أداء الرقص ، أما الرجل النزيه فقد كان خفيفا .
فما رأيكم ؟ مسابقة رقص وردح تحل المشكلة!!.
دقي يا مزّيكة!!.
والله ما انا عارف بكرة بعد ما أموت كيف بدكو اتدبّروا حالكو!!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى