درعا.. عاد القلق مجدداً / عمر عياصرة

درعا.. عاد القلق مجدداً

حرب الغوطة، نتائجها، طريقة الحسم فيها، الخسائر المدنية، النزوح، عجز واشنطن، اصرار الروس.. كلها معطيات تشي بقرب نهاية اتفاقات مناطق خفض التوتر من جهة، ودخول درعا على واجهة احتمالات التصعيد والحسم من جهة اخرى.
لا يمكن الجزم باحتمالات المستقبل القريب وسيناريوهاته، لكن إغراءات انتصار الجيش السوري في الغوطة، مضافا اليه حجم التجاذب الروسي الاميركي العميق، كل ذلك، قد يسفر عن توجه الجيش السوري الى درعا لاستعادتها وانهاء سيطرة المسلحين عليها.
بالنسبة لنا في الاردن، يجب ان نقلق، فلا زال شبح الفوضى على حدودنا الشمالية محتملا، واي سيناريو – لا سمح الله – يشبه ما جرى في الغوطة ستكون عواقبه الانسانية والامنية جسيمة وغير مسبوقة منذ بدء الحرب السورية.
لكن السؤال الكبير: هل نملك في عمان تغيير الاحداث في المشهد السوري بأي اتجاه كان؟ لقد تغيرت المعطيات بشكل كبير، فالتدافع يأخذ شكلا جديدا في موازين القوى، وانتصار الجيش السوري في الغوطة سيكون له ما بعده.
نتمنى ان تسير الامور بأقل الاضرار، لكن الحقيقة تقول: تفاهمات السابق اهتزت، وغرفة الموك عادت للعمل على حساب التنسيق (الاردني الاميركي الروسي)، اذاً نحن امام ظرف وقراءة جديدة.
علينا الاستعداد لكل ذلك، وضع خطة مناسبة، عدم ترك المسألة لمقاولات العمل اليومي والعمل بالقطعة، فحرب في درعا تعني ان خطر الارهاب سيتجدد، واللجوء سيعود، وتلك امور ارتحنا منها لمدة ثمانية شهور خلت.
مصلحتنا ان يستمر الهدوء في درعا، لكن هل يمكن ان يستمر السكون للابد، الا يوجد لحظة حسم، ولا سيما مع تعطل المسارات التسووية، من هنا يجب ان نقلق قلقا بطعم الاستعداد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى