دبرها بمعرفتك / خالد عبدالله الزعبي

دبرها بمعرفتك
كنت وانا بالوظيفة وفي خظم زنقة العمل ودوشته استمع كل يوم عشرات المرات لمفردتات وترانيم مقتبسة من موسوعة علم اللامبالاة وجهد البلاء فيما يقال لي وعند تعثر سير معاملة لأحد المراجعين فيقف فوق رأسي متولولاً فيقوم بحركات استعطافية مؤثرة تبدأ بهرش رأسه من عنقوره الى أن يصل بالهرش الى لحيته محاولاً نزع او سلخ استعطافي له وليكسر الحاجز بيني انا كموظف احتكم في عملي الى انظمة وتعليمات وبينه هو كمراجع همه ان تنجز معاملته بسرعة ويرحل ، فيقول لي مداعباً ( يا رجل دبرها بمعرفتك ) ، ( دحبرها ) ، ( عليش انت خايف ما هو بالآخر بتجيبه القصارة ) ، ( اي هيه وقفت عندي ) ، ( يا سيدي مش رايحه الدنيا تخرب ) … مفردات أسمعها ما أنزل الله بها من سلطان ، ارجع بعدها الى قواميس اللغة ومفرداتها علني أعثر على تفسير لكلمة دبر، دحبر، قيم ، حط ، جيب …الخ ، فلم اجد تفسيراً الا أنني رايت بأن الأمر في نهايته رح يقع على رأسي ويجيبلي العمى كرفته …فبعدها لا ينفع التدحبر والتدبير ولا تنفع مهارة القِصِر ، اذ كيف يمكن للقصير ان يعدل بمسطرينه سوكاج قانون أو ان يسنتر خط سير معاملة تسير في مسار غير قانوني لأصل في النهاية الى تحقيق رضى مراجع وأتمغط انا بعدها تحت طائلة المسائلة القانونية حينها لا أجد من كل ( طوبرجية البلد ) او مهندسيها من يستطيع ان يعدل وضعي المايل لأقول له دبرها او دحبرها بمعرفتك ….
وبالنهاية فأنني لا أجد بداً إلا أن أجلس لوحدي وأصيح بملء فاهي
( وينك يامعمر العمار عمر حالتنا …. )

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى