خِفّوا عن هالحكومة / د . عبدالله عامر البركات

خِفّوا عن هالحكومة
في عام ١٩٨٤ تظاهر عدد من الليبين المعارضين امام سفارة بلادهم. فقام احد حراس السفارة بإطلاق النار على المتظاهرين وجرح عدداً منهم والاهم من ذاك انه نتج عن إطلاق النار قتل شرطية بريطانية كانت تحرس المظاهرة. قامت الشرطة البريطانية بمحاصرة السفارة لمدة ١١ يوماً. ولكون مطلق النار غير معروف وبسبب الحصانة الدبلوماسية لم تستطع الشرطة تفتيش حقائب اعضاء السفارة. فقامت بترحيل طاقم السفارة وقامت الحكومة البريطانية بقطع علاقاتها مع ليبيا. واعلنت عن جائزة مالية كبيرة لمن يدلي بمعلومات عن القاتل. . بقي الامر على حالة الى عام ٢٠١٥ حيث قام عدد من الليبيين باللجوء الى بريطانيا. شكت الشرطة البريطانية ان احدهم هو القاتل. تم اعتقال المتهم والتحقيق معه. ولعدم كفاية الأدلة تم إطلاق سراحه بعد سنتين من الإعتقال هذا العام ٢٠١٧.
لو قارنا بين هذه الحادثة وما حدث في السفارة الاسرائيلية ندرك الفرق بين بريطانيا كدولة عظمى وبين الاردن كدولة من دول العالم الثالث. ففي الحالة الاولى لم يكن القاتل معروفاً ومع ذلك تم حصار السفارة ١١ يوماً. كما تم قطع العلاقات بين البلدين. كما ظلت الشرطة تتبع القاتل ٣١ سنة.
لم يحصل اي شيء مثل ذلك في حالة السفارة الاسرائيلة رغم ان القتيلين الاردنيين لم يكونا متظاهرين ضد السفارة الملعونة ولم يشكلا اي خطر علي اي من افراد طاقمها بل كانا في مهمة لصالح السفارة. ولم يكونا مسلحين. والقاتل معروف. وتم تسليمة بكل تكريم الى بلادة. وزيادة بالنكاية بنا قام رئيس وزرائه باستقباله وعامله كبطل.
ما اريد ان اقوله هنا انه مش كل الدول درجة واحده ولا كل رعايا الدول لهم نفس القيمة. لذلك خفوا عن هالحكومة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى