خياراتنا محدودة / جمال الدويري

خياراتنا محدودة

لا…للقرن وصفقته وبديله، والوصاية هاشمية للمقدسات،
قالوها عشرة ملايين اردني، نثرا وشعرا وكتابة واحتفاليا وغيرها، وها انا اقولها بكل ما اوتيت من قوة، ولم نأتي بها بجديد، لكن…
ما الذي اعددناه عمليا وفي الميدان، لكل هذا الهرج والمرج والاستعراض الخطابي الذي زلزل اركان الأرض؟ يعني اذا الشباب طرمب وكوشنير والنتن وبعض الأشقاء، ما فهموا علينا، او ما ردوا علينا، او طقعولنا، مثلا…شو رايحين نسوي؟ هل سنعيد الاسطوانة الخطابية من جديد، ونرفع من وتيرة الدعاء والتأكيد، ام سندبج قصائد جديدة اكثر حدة واكثر عدد ابيات وأحد موسيقى؟
على بلاطة…هما خياران اثنان:
هل سنستقبل المهجرين من جديد، كما نفعل منذ سبعين حولا، ونجنس الموجودين كما نفعل منذ جذور الضياع والانصياع، وتلبية لأواصر الاخوة والانسانية والدين، ونشجب وندين ونستنكر كما نفعل منذ ادم، عليه السلام، ام سنغلق الحدود ونقيم السدود ونتصنع الصدود، ونضع العالم امام مسؤولياته وقوانينه الدولية التي وضعها هو، ونكشف طرمب وصهره ونتنهم ومن لف لفهم، على حقيقتهم الاستعمارية القذرة، ونجعل بهم الى مزبلة التاريخ الموبوء؟ ونفزع اخيرا للوطن الذي ذبحناه غناء وحداء وجوفية وسامر.
اذا اخترنا الأولى، فالخطابة تكفي وتزيد، وربما بقي في رصيدنا ما يعيد الجولان والاسكندرونه، اما اذا اخترنا اختها، فلا بد للعرس من زهاب وذبائح وزعاميط وصواوين وتكاليف وسيارات فاردة وزمامير…الخ، والتي لا ارى منها حتى زعموطا واحدا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى