خمول سياسي في البلد / عمر عياصرة

خمول سياسي في البلد
نعم، اننا نعيش حالة خمول سياسي غير مسبوقة، فرغم التحدي الاقتصادي الضخم، والبيئة الاقليمية الجديدة المجهولة المستفزة، الا ان ردود فعل الساسة (معارضة ومولاة) لا زالت خاملة مترددة، لا ترقى لمستوى الحاجة الوطنية.
ما اعتقده ان الشارع السياسي يرغب بالحركة والادلاء برأيه، لكنه لا يفعل، ربما بسبب الخوف من امر ما، او لاعتقاده ان «المطبخ» لا يرغب بالاستماع لأحد، ولا ان يشوش عليه احد.
ومن هنا، يمكن تفسير حركة الرأي السياسية والجدل في المواقف اذا ما توافرت فرصة خارجية لذلك، وهذا امر غير صحي للغاية، فكلنا يتذكر مقالة عبد الباري عطوان، وكم احدثت من النقاش والجلبة، كنا احوج ما نكون لها ذاتيا ومن منطق الحاجة الوطنية.
اذًا، الخبرة السياسية الاردنية كامنة في الجحور للاسف، تنتظر الاستدعاء، ولن يستدعيها احد ما لم تستفزها التحديات التي يعيشها الاردن داخليا وخارجيا.
هناك ادارة ظهر لآراء الساسة الاردنيين من قبل الطبقة السياسية المتخذة للقرار، لا يرغبون بالاستماع لأحد، لا يعترفون بأخطائهم في الاقتصاد والسياسة الخارجية، ويريدون الاستمرار على ذات النهج بعدم الانصات لرأي مختلف قد يكون من بين ثناياه الحكمة والخيط.
لكن ذلك ليس بالمبرر كي يصمت الجميع ولا يدلون بموقفهم، ونحن هنا لا نتحدث عن تشويش وابتزاز وخطاب معارض عرمرمي، بل نتحدث عن نشاط فكري وذهني وسياسي يعطي المطبخ اضافات ودعم ويشكل عليه ضاغطا كي يغيّر من طريقته.
آن الاوان كي يخرج الجميع من حالة الانكار التي نعيشها، فالتحديات متراكمة وتكبر ككرة الثلج، والفرص ايضا متوافرة، لكن ينقصنا ان يتحدث الصامتون كي تتوسع الافاق، وتفتح الابواب، فيصبح الكل مشاركاً على اقل تقدير بتقديم المشورة الواضحة البعيدة عن الغرق في العموميات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى