خمخمة / يوسف غيشان

خمخمة
فتح صديقنا ، قريبي هاني النحاس دكانا ً صغيرة في الحارة ، وكان قريب ٌ له من بين زبائنه ، القليلين أصلا ً.
وكان هذا القريب يشتري بضعة أشياء ويطلب تسجيلها على الدفتر (يعني دين) ، لكن ّ هذا القريب كان خلال عملية التسوق يأكل ممّا تطاله يديه بدون محاسبة .. حبة فستق .. علكة.. قضامة وما يشابهها .
ولما جاء هذا القريب إلى هاني نهاية الشهر لدفع الحساب وجد أنّ الحساب يزيد بنصف دينار عمّا استدانه .
سأل هاني عن هذه النصف دينار فقال :
– هذي النص ّ .. بدل خمخمة!!
– وشو هاي الخمخمة؟؟
– اللي كنت توكلها لمّا تيجي تشتري .
نطالب حكومتنا أن تفكر بتحصيل ( بدل خمخمة ) من أولئك الذين (استدانوا ) من خزينتنا العامّة بدون حق ..أكلوا وشبعوا
( تسلاية ) على حسابنا ودون تسجيل بالدفتر.
لا أقول بلا استثناء ، لكنّ الاستثناءات قليلة .. فإنّ غالبية من عملوا في الحكومات الأردنية المتعاقبة خلال ربع القرن الأخير على الأقل ( على اعتبار أن ّ السابق سقط بالتقادم) ، أغلب هؤلاء من الوزير حتى الفراش قد (تخمخموا) على حسابنا.
الآن الدولة طفرانة ، ونحن أطفر منها ، فما رأيكم دام عزكم ، أن نطالب جميع هؤلاء ببدل خمخمة.. تماما ً كما فعل صديقي هاني ؟؟
لن نذهب إلى الفقراء والعاديين منهم ، بل إلى الأغنياء سكّان القصور والعلالي والسيارات المتعددة والخدم والحشم ، والشركات المتعدية الجنسيات والأسهم و( لعانة الوالدين ) .. الذين كانوا يعملون في الحكومة برواتب تقل ّ عن الألف دينار شهرياً … فمن أين جاءوا بكلّ هذا ؟
– من الخمخمة طبعا ً؟؟؟
استدرك ، فإن ّ خمخمة هؤلاء كانت وما تزال اكبر بكثير من رواتبهم ، وليس بقدر أو بسعر أو بكميّة حبّات القضامة والعلكة التي كان يزدردها قريب هاني .
يا ناس اتركوا توصيات الصلعان برغبتهم ، فهم يقودوننا إلى الهلاك .. واعتمدوا نظرية الدكنجي هاني النحاس ، قبل ما تروح علينا وعليكو .
من كتاب(لماذا تركت الحمار وحيدا)الصادر عام2008

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى