خلود السقاف.. متلازمة الحلم والطموح.. درب التفوق

سواليف

بيكوز اي كير _ لا يأتي التفوق من فراغ ، والحلم يبقى حلما طالما تعامل المرء معه بانه تخيل شيء جميل سرعان ما يعود المرء عنه الى واقع مغاير تماما لكن تعزيز الروابط بين الحلم والطموح لابد ان تضع المرء على درب تحقيق ما يصبو اليه .

تلك هي منهجية عمل نائب الرئيس التنفيذي لادارة المخاطر في البنك العربي خلود السقاف ، التي استعرضت لنا تجربتها في الحياة العامة والعملية مذ كانت في عمر الزهور وقبل ان تنهي الثانوية العامة في الفرع الادبي بتفوق لتحل بالمرتبة الثامنة على مستوى المملكة .

ومنجز السقاف لا يقتصر على تفوق في امتحان او تدرج على سلم تعليمي تبعه اخر وظيفي بل هو ابعد من ذلك بكثير وفق عرضها لمسيرتها التعليمية والعملية والنجاحات التي تحققت لتصنف بموجبها من أقوى 10 نساء في الأردن حسب مجلة Jordan Business .

وتستذكر السقاف ذات لقاء جمعها بطالبات للصف العاشر في احدى المدارس الحكومية ضمن حملات الاعمال التي تنفذها مؤسسة انجاز انها قالت لهن ” إن نجاحها في العمل لم يكن صدفة، إذ كان هناك الكثير من الصعاب والمخاطر التي حفت بالطريق ، لكن العزم والمثابرة وبذل الجهد وحسن التعامل مع الفرص المتاحة والذي رافقه الشغف اتجاه العمل عزز من استمرارية النجاح والطموح نحو الافضل دوما ”

والسقاف تروي لنا ملخصات جمعت حول سيرة حياتها ان طفولتها كأي طفلة ارتبطت بالاسرة وامتداداتها للجد والجدة ، واللعب مع الاقران في ” الحارات” وتأدية الالعاب الشعبية المنتشرة انذاك ، والتي تعكس حميمية الاجواء التي بتنا نفتقدها في زحمة التطور .

الاهتمامات قد تكون علامة فارقة في حياة المرء وتنعكس على شخصيته من جهة وقد تشكل منطلق نجاح إن توافق الاهتمام مع ما هو متاح على ارض الواقع من بيئة انجاز ، فكان حب المصارف وعملها منذ الصغر له جانب في شخص السقاف فيما الارقام ولغتها وحب التعامل معها كان لها دور ايضا فاختارت تخصص الاقتصاد والمحاسبة واستمرت فيه وصولا لدرجة الماجستير رغم انها كانت بذات وقت دراستها الجامعية تعمل كباحثة في شركة مناجم الفوسفات وانتقلت بعد ذلك للعمل كمفتش رقابة على الجهاز المصرفي في البنك المركزي، قبل تجربة العمل في هيئة الرقابة على التامين ومن ثم العودة للمركزي مرة ثانية .

وقد شكل العام 2008 نقطة تحول في صعيد المناصب والتدرج فيها بالنسبة للسقاف بعد ان صدرت الارادة الملكية السامية بتعيينها نائباً لمحافظ البنك المركزي الاردني، فالسيدة خلود السقاف هي أول سيدة عربية تتبوأ منصب نائب محافظ البنك المركزي، وقد امضت اربعة اعوام في منصبها هذا والذي شكل فرصة لها لمعرفة الكثير واكتساب الكثير في مجالات الخبرة في ضؤ طبيعة عمل البنك المركزي واطلالته على المشهد الاقتصادي الاردني واستشرافاته المستقبلية وما ان انهت عملها في البنك حتى حلت في مصرف اخر هو الاكثر عراقة محليا وعربيا وعالميا وينتمي لامبراطورية مصرفية عنوانها البنك العربي .

وقد بدأت السقاف مسيرة نجاحها مبكراً فقد كانت تحتل المراتب الأولى دائماً خلال المرحلة التعليمية المدرسية وكذلك الأمر في الدراسة الجامعية من خلال تحليها بالتحدي والإصرار والطموح لتحقيق النجاح. وتؤمن السقاف ان المراة في مجتمع ذكوري وان واجهت الصعاب فلا بد لها من الكفاح لضمان الحصول على فرصتها كاملة ، كما تؤمن ان النجاح في الادارة ليس فرديا وانما جماعي لفريق باكمله توافر له قائد يسعى الى ترتيب المنجزات الفردية لتظهر اكثر قوة في منظومة العمل الجماعي .

تقول السقاف” اطلاعي وعدم توقفي عن الدراسة والمتابعة والجدية وبذل الكثير من الجهود إضافة إلى القراءة والمطالعة والاستفادة من الخبرات على مستوى العالم كان له دور كبير في نجاحي”.

وتضيف “بدأت بوظيفة باحث في شركة الفوسفات بعدها انتقلت للعمل في البنك المركزي بعد حصولي على درجة الماجستير ، وهكذا تدرّجت للعمل في البنك المركزي الى أن سنحت لي الفرصة أن أحقق حلمي حيث كنت أول سيدة عربية تستلم منصب نائب محافظ البنك المركزي”.

ولفتت السقاف إلى تميزها المتمثل في العمل لساعات طويلة، والتحلي بروح الفريق الواحد، إضافة إلى المبادرة وانجاز العمل بدقة والقيام بكل مهمة توكل لها وعدم رفض اي مهمة مهما كانت صعوبتها حيث قادها كل ذلك نحو التميز والنجاح.

وتقول “عملت في البنك المركزي كمفتش رقابة على الجهاز المصرفي وكنت لا أتوانى في عملي اقرأ وأتعلم وأُعلّم نفسي وكنت أتابع حضور اجتماعات صندوق النقد الدولي وكافة الاجتماعات المحلية والدولية والتي ساهمت في إثراء المعرفة والخبرة لدي وأيضا كنت أساعد زملائي في العمل لأن النجاح هو نجاح الفريق إذ لا يمكن أن تنجح لوحدك”.

وتضيف ” الطريق كلها كانت مليئة بالصعوبات والتحديات، ولكن مهما واجهت منها فيجب أن لا تقف وتستمر، ويجب ألاّ نجعل اليأس يتملك أنفسنا عند الفشل؛ لأن هذا الفشل هو دافع النجاح وهو البداية نحو قادم أفضل، حتى ولو تأخرت الفرص إلاّ أنها في نهاية الأمر تأتي وتتحقق”.

وتشير السقاف إلى أنها عملت في مؤسسات كبيرة وعريقة وكان في التغيير صعوبات كثيرة كونها مؤسسات قديمة ومهمة جداً مثل شركة مناجم الفوسفات والبنك المركزي والبنك العربي ، لافتة إلى سعيها الدائم نحو احداث الفرق والتغيير والتطوير في هذه المؤسسات.وتؤكد السقاف أن التطوير في العمل تطلّب منها جرأة كبيرة كون عملية التغيير تواجه في البدايات مقاومة وتحديات وصعوبات، إلاّ أنها استطاعت التغلب على كلّ ذلك.

وتقول” كوني امرأة تعمل في قطاع حيوي ومنافس فقد اصبت بالكثير من الاحباطات لكنني كنت أرى في ذلك تميزاً سيما وأنني نجحت في كل مكان عملت به من حيث التطوير والتغيير فلديّ ثقة كبيرة بقدراتي ومع أنّ العمل لم يكن سهلاً إلاّ أنني استطعت أن أحقق النجاح “.

وأوضحت السقاف أن مساهمات المرأة في المجتمع الأردني قليلة في عدد من القطاعات، الأمر الذي دفعها للتوعية وتقديم الدعم والتشجيع والانحياز للمرأة، لافتة إلى دورها في المشاركة في برنامج قادة الاعمال والذي تنظمه مؤسسة انجاز حيث يتم اختيار طلبة صفوف احدى مدارس المملكة وتقوم المشاركات في البرنامج بالتحدث الى هؤلاء الطلبة واطلاعهم على تجربتهم الشخصية. وكمشاركة في هذا البرنامج، تعمل السقاف على اختيار مدارس للاناث في العادة وتقوم باطلاعهن على تجربتها الشخصية والعملية والمناقشة معهن كيف يستفدن من الفرص ويواجهن التحديات والتوعية بأن يكُنّ قياديات ناجحات، والعمل وبذل الجهود لكسر النظرة التقليدية الروتينية بأنّ المرأة هي ربة منزل فقط بل تستطيع أن تنجح وتصبح قيادية تلعب دوراً رئيسياً في المجتمع.

ودعت السقاف كافة السيدات على بذل المزيد من الجهد لتحقيق النجاح كلٌ حسب طبيعة عملها، مشيرة الى دورها الذي تلعبه حاليا كونها نائب رئيس الهيئة الادارية لملتقى النساء العالمي فرع الاردن والذي يضم 46 سيدة أردنية قيادية حقّقن النجاح في المجتمع ممن يمتلكن التجارب المميزة التي استطعن من خلالها تقديم الكثير من الإضافات الإيجابية على المجتمع.

وأشارت إلى أنّها وخلال سنوات عملها التطوعي الثمانية في ملتقى النساء العالمي فرع الاردن والذي تاسس تحت رعاية جلالة الملكة رانيا العبدالله في عام 2003، قد ساهمت في تنظيم الأنشطة وعقد محاضرات التوعية والتثقيف للسيدات من عدة وزارات ومؤسسات ومن قطاعات مختلفة إضافة إلى اللقاءات النسوية والورش التدريبية والمحاضرات المتخصصة حول ادارة المخاطر والاقتصاد الكلي وأثره على مشاركة المرأة في المجتمع المحلي، فضلاً عن دورها واهتمامها الكبير في المساهمة بالمجتمع وتقديم مختلف الأعمال التطوعية.

تقول “اتمنى ان أرى قياديات أكثر من جيل الشابات. علينا أن ندعم الشابات لكي تزداد الثقة لديهن بأهميتهن ودورهن في المجتمع من خلال عقد البرامج المتخصصة والموجهة لهنّ “.

وتضيف السقاف” بالمثابرة والجد نصل إلى هدفنا، ولا يوجد شيء يأتي بسرعة وسهولة كل انسان لديه تحديات وصعوبات لكننا يجب ألاّ نجعل منها سبباً في إحباط عزيمتنا؛ إن لم نحقق النجاح اليوم فسنحققه غداً، كما لا يوجد عمل غير مهم؛ كل الأعمال مهمة ولها فائدة وستعود علينا لكن الأهم أن نعمل على استغلال كافة الفرص وأنا أؤمن بمقولة لكل مجتهد نصيب”.

وفي نهاية لقاءنا مع السيدة المثابرة خلود السقاف كان لابد من عرض أبرز المناصب التي شغلتها من خلال التحدي والمثابرة وتتمثل في مدير تنفيذي في دائرة الرقابة على البنوك في البنك المركزي الأردني، ومدير مكتب محافظ البنك المركزي الأردني، ومديرة دائرة الأبحاث في هيئة التأمين.

هذا بالإضافة إلى العضويات العامة و المناصب الفخرية فكانت رئيس مجلس إدارة الشركة الأردنية لتمويل الرهن العقاري، وعضو في كل من مجلس إدارة هيئة التأمين، ومجلس إدارة مؤسسة ضمان الودائع، ومجلس إدارة مؤسسة الضمان الاجتماعي، إضافة إلى أنها نائب رئيس الهيئة الإدارية في ملتقى النساء العالمي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى