خطبة هليل.. «لها ما لها» / عمر عياصرة

خطبة هليل.. «لها ما لها»

أنا شخصيا لا اجد فارقا كبيرا بين خطبة سماحة قاضي القضاة الدكتور احمد هليل «الاشكالية»، وبين ما قاله النائب طارق خوري في كلمته اثناء مناقشة قانون الموازنة العامة.
كلاهما يذهب الى المطالبة بالتوظيف الممكن للموقع الجيوسياسي الاردني، فلا يعقل ان يمر الاردن بتلك الضائقة، ونغفل عن تذكير اشقائنا بأهمية موقعنا وخطورة سقوطنا لا سمح الله.
فوجئنا بما قاله الدكتور هليل، ولا ندري أهو كلام عفوي خرج من قناعاته وانفعالاته، ام مبرمج موجه تم الاتفاق عليه مع المرجعيات.
الراجح انه كلام متفق عليه، فشخصية الرجل لا تسمح بأن يخاطب دول الخليج بهذه القسوة الاستجدائية إلا اذا سمحت له المرجعيات بإرسال الاشارات.
الاردنيون بدورهم غضبوا من خطبة الدكتور هليل، فلم يرق لهم ان يطلب المساعدة بهذه الطريقة، وشعروا بامتهان في كرامتهم، كما انهم ادركوا حجم الالم الاقتصادي، وانه بلغ مبلغا صعبا مؤسفا وخطيرا.
انا شخصيا لست ضد ما قال الدكتور هليل، ولا انكر عليه مطالبته الاشقاء مساعدتنا، إنما اختلف مع من ظن انه كان «يتسوّل»، على العكس الرسالة كانت سياسية بامتياز.
يفرحني عودة المنبر للفعل السياسي، ويسعدني ان مطبخ القرار بدأ يفكر اكثر باستثمار الجيوسياسي، وهنا ارى ان يتحول الامر لمشروع متكامل يديره عقل الدولة وتنفذه الخارجية باقتدار.
نعم، نحن بحاجة للحلفاء في هذا الزمن الصعب، وحين يتجاهلنا هؤلاء، علينا تذكيرهم بكل الوسائل المتاحة، فالقصة ليست «تسوّلاً» بقدر كونها منافع متبادلة.
لن ألوم الناس على غضبتهم، لكن علينا ادراك حجم ذلك الحائط وقسوته الذي نحن بصدد الاقتراب منه، وعلى المطبخ ان يتحرك قبل فوات اللحظة وغياب الفرصة.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى