خطاب الملك / عمر عياصرة

خطاب الملك
كلمة الملك التي افتتح بها دورة مجلس الأمة أمس، كانت مقتضبة جدا، قصيرة.
نتفهم ان الاردن لا يريد الاشتباك مع كثير من الملفات او لم يحسم موقفه، لكننا في المقابل نريد ان نعرف بعضا من مواقف دولتنا، ولهذا يمكن تفسير رغبتنا الشديدة بالاستماع الى الملك، وقلقنا من حديثه القصير.
هل الاردن متروك في العراء، سؤال راودني كثيرا وانا احاول البحث عن اي اجابة من اي مسؤول، هل صمتنا واختصاراتنا تكتيكية، ام انها دليل على اننا نبحث عن بوصلة؟
ادرك دقة الظرف الاقليمي والاقتصادي، امريكا ليست صديقة جدا في بعض الملفات، فقد تركتنا للروس في الجنوب السوري، ولم تعد متعاونة كما ينبغي.
اسرائيل تهددنا بالكمائن السياسية، العراق وسوريا هما تحد اكثر منهما سند ونصير، والسعودية منشغلة عنا، معصبة، غير معتمد عليها في هذا التوقيت الصعب.
تحت هذه المعطيات اتفهم هدوء الاردن، وعدم اشتباك الملك في خطابه مع ملفات الاقليم، وتحسسه من اطلاق اي اشارة قد تفهم خطأ، فالاجواء ملتبسة لكنها تحتاج ايضا الى مبادرة فعالة بعد فهم عميق.
من الخطأ ان نظهر للعالم كما نحن الان، بلا ظهير او مساند، بل يجب على الدنيا كلها، في هذا التوقيت تصوّر ان بإمكاننا صناعة تحالفات متنوعة وجديدة، بل ايضا لابد من ترشيق تحالفاتنا السابقة والاكتفاء من السلبية والحرد.
افتحوا الباب للمناورة، هكذا المرحلة تتطلب، لا تشعروا الدنيا اننا في العراء، الخرمشات احيانا مفيدة، الصمت قد يفهمه المتربصون خطأ، الا اذا كان مدروسا بخبرة، واتمناه كذلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى