سواليف: غيث التل
يرى الخبير الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة ان قرار الانسحاب الروسي من سوريا جاء مفاجئاً من حيث التطبيق فقط ولكنه لم يكن مفاجئاً من حيث الهدف حيث جاء القرار بعد تفاهمات امريكية روسية كان واضحاً فيها الاتفاق على فكرة إنجاز حل سياسي للأزمة في سوريا .
ويضيف السبايلة في حديثه لسواليف ان الخطوة الروسية الحالية جاءت بعد ضمان امريكي بعدم سقوط سوريا في فخ الإرهاب والفوضى وجاءت بعد اتفاق جميع المتصارعين في الساحة السورية على فكرة انجاز الحل السياسي وتأمين مصالح استراتيجية روسية كا ان تزامنها مع انعقاد مؤتمر ” جنيف 3″ لم يأتي من فراغ
ويعتقد السبايلة ان القرار لا يتعدى كونه قراراً سياسياً بحتاً ومن الصعوبة اعتبار الإنسحاب جاء كقرار استراتيجي او امني خاصة وانه يرى ان معظم المعطلات باتجاه الحل السياسي قد ازيلت
وحول توقيت القرار يصف الدكتور السبايلة الوضع على الأرض السورية قائلا ان الفترة الحالية تشهد اختلافاً عن الفترات السابقة فالتدخل الروسي خلال الست شهور الماضية عمل على تأمين وضع عسكري على الارض وتغير موازين القوى واحدث ما اعتبره السبايلة انجازات عسكرية فتم تأمين العاصمة دمشق وحصر الإرهاب في مناطق الرقة وادلب وبعض مناطق الشمال السوري و الحدود التركية معتبراً ان التدخل الروسي حقق الجزء الأهم من غايته.
وبالتوازي مع الجانب العسكري فإن روسيا عملت على إحداث وضع سياسي ففرضت اطاراً لحل سياسي واستطاعت استصدار قرارين مهمين وهما تجفيف منابع الإرهاب وقرار فرض الحل السياسي عبر الامم المتحدة
كما ان روسيا فرضت العديد من المصالحات و التي بدأت بالفعل وهي مصالحات يعقدها الروس انفسهم في قاعدة حميم وتتم بإشرافهم وهي خطوة مهمة جدا بالنسبة لروسيا
ويشير الخبير السبايلة إلى ان المتتبع لمسار الأزمة السورية يستطيع ان يرى بكل وضوح انه ومنذ يومين بدء توجه جاد من جميع المتصارعين لإيجاد حل سياسي فعلي وبناء عليه تم استخدام ورقة الانسحاب كورقة سياسية بحته
وختم الدكتور حديثه بالقول ان الخط السياسي للأزمة السورية بات جلياً مشيراً الى صعوبة التخلي عن هذا الخيار خاصة أن بعض الفصائل التي تعارض العملية السياسية قد يتم تصنيفها كحركات إرهابية وتطبق عليها العقوبات كما ان هناك اطار واضح للحياة السياسية واتفاق بعد ذهاب السلاح لداعش وهو ما لا يختلف عليه النظام والمعارضة
ويعتقد السبايلة انه ورغم وجود اصطدامات على الارض بين قوى المعارضة و النظام إلى ان النهايات بات شبه محددة وهي لن تكون سوى نهايات سياسية
تحليل بالعموميات ولا يحمل شيئا تفصيليا ولا يعطي شيء عن مائالات الأمور… وباعتقادي ان روسيا ضغطت من اجل الوصول الى جنيف 3 من اجل الخروج من سوريا بغض النضر عن مصير المفاوضات. كما انني اعتقد ان روسيا عملت على تجريب بعض الأسلحة لما هو متوقع من معارك قادمة .