خبراء لتطيير الزهق / يوسف غيشان

خبراء لتطيير الزهق

من (مزغري)، حصلت على شهادة الأيزو في مجال البربشة وقد تبينت مهاراتي في هذا المجال مبكرا، ولا علاقة لذلك بالفقر فقط، اذا رغم البؤس الذي كنا نحياه إلا أن أخي كان يلبس برابيشه بأناقة مصطنعة.
وقد استمرت حالة البربشة معي حتى ساعة اعداد هذا البيان، وهي تتسرب كالرائحة العشوائية في كامل تفاصيل حياتي ، لكننا تتبدى أكثر وأوضح في مجال الملابس.
رغم أني لست بخيلا ، وما يشبه راتبي، يتطاير كالعهن المنفوش على أي شيء غير مفيد أو مهم – أنا كائن استهلاكي- الا انني اتردد كثيرا جدا قبل شراء بنطلون او بلوزة او كندرة، حتى لو كانت من البالة ، وأتحول الى بخيل مخضرم يحرص على القرش أكثر من حرصه على حياته.
هذه البربشة حولتني الى كائن متلق للمعونات القماشية من الأقارب والأصدقاء ، الذين يرسلون لي برابيشهم التي زهقوا منها- مجانا طبعا.
متفق عليه بين الأصدقاء بأنني ارتدي الوانا متناقضة ولا تصلح للتلبيق في ما بينها ، لأن موضوع التلبيق هذا يتطلب منى اجراء تنسيقات عالية المستوى بين المانحين ، وهذا مستحيل ، اضافة الى انني لا امتلك ذائقة لونية ، فيعرب يتخلى عن جززايته الكحلية لأن بها ثقبا عند الكوع اليسار، وعطا يتخلى عن قميصه الأصفر لأنه عمل ريجيما قاسيا وصار كبيرا عليه ، وهكذا مع الجميع.
كذلك مشاريعنا التي تعتمد على المنح فهي بربوشة في بربوشة ، ففي الوقت الذي نحتاج فيه الى استخدام القرش على الوجهين ، يتم طرح عطاء توسيع طريق المطار مثلا ليتحول الطريق الى مدرج طويل جدا، بينما طرق عمان وباقي المملكة حبلى بالحفر ، وبعضها تخلى عن اخر نقطة زفته قبل سنوات.
اعتقد …وصلت الفكرة ، وأتمنى ان لا تصل البربشة الى الأواعي الداخلية!!
وتلولحي يا دالية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى