الحرب على الابواب .. فهل الاردن هدفا ؟ / د. م. ســفــيــان الــتـــل

الحرب على الابواب .. روسيا تهدد مراكز انطلاق الصواريخ الأمريكية فهل الاردن هدفا

د. م. ســفــيــان الــتـــل

قبل أكثر من 15 عاما نبهت إلى حرب عالمية ثالثة، وبنيت استشرافي على محورين:

الأول : خطة برنارد لويس الصهيوني لتفتيت الدول العربية والإسلامية أو ما سموه بدول الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

الثاني: ما نسب إلى كيسنجر من تصريحات في نهاية عام 2011 قال فيها ” من لم يسمع طبول الحرب العالمية الثالثة تقرع فهو أصم ” ، وتوقع تدمير الدول العربية وإيران وروسيا والصين.

وكانت صحيفة ساخرة هي الديلي سكايب قد نشرت هذا التصريح. وشكك كثيرون في نسبته إلى كيسنجر، ولكني أشرت عام 2012 وفي مقابله على قناة الجوسات إلى الطريقة الأمريكية في تسريب معلومات عن خططها بطرق ملتوية أو ساخرة. ومهما يكن الأمر فأن كثيرا مما ورد في التصريح المزعوم قد حدث.

وقد تم ذلك في المقابلة المطولة على قناة جوسات التي انصح بالعودة مجددا لمشاهدتها وسماعها على رابط التالي وللمقارنة فيما قيل في ذلك التاريخ وما تم تنفيذه بعد ذاك:

https://www.youtube.com/watch?v=n0oScuZAx_s
الأنظمة العربية الحاكمة كانت وما زالت أدوات تنفذ ما يملى عليها لقاء البقاء على كراسي الحكم، و لذلك ضحت بزهرة شبابنا ومقاتلينا في حروب عربية بينية .

وقد كان استهداف المقاتلين العرب والمسلمين وقتلهم بأيدي بعضهم البعض هدفا بحد ذاته، وتمهيدا لحرب أو حروب لا يبقى خلالها في المنطقة مقاتلين ، ما يعيدنا الى تصريحات الصهاينة بأن قوة اسرائيل تكمن في ضعف المقاتلين العرب .

مقابل الخطة الأمريكية الغربية لاجتياح الدول العربية و إيران، سبق وان نبهنا إلى أن روسيا لن تتنازل لأمريكا والغرب عن سوريا وشواطئها على المتوسط ، حماية لمصالحها في المنطقة وأهمها انكشاف الطريق البري عبر سوريا إلى الأراضي الروسية مما يهدد الكيان الروسي في العمق.

كما اختلقت أمريكا والغرب لتبرير حربها على العراق قصة أسلحة الدمار الشامل، والتي ثبت عدم صحتها، تُفبرك هذه الأيام قصصا أخرى مشابهة لتبرير توتير العلاقات مع روسيا والصين والهجوم على سوريا، ومنها قصة محاولة اغتيال الجاسوس المزدوج سكريبال وابنته، والحرب التجارية مع الصين، والهجوم الكيماوي على الغوطة. وتسارعت دول الاتحاد الأوربي لدعم موقف بريطانيا بتحميل روسيا مسؤولية اغتيال سكريبال، وبالغ إعلامها بشكل فاضح في تكرار هذه القصة عشرات المرات في اليوم الواحد مما يؤكد أن الموضوع كان أداة مبرمجة.

ادعاء الغرب بأنه حريص على حياة الجاسوس سكريبال وعلى حقوق الإنسان والأطفال في الغوطة ادعاء كاذب، يدحضه قتلهم المدنيين بالملايين في العراق وفي شتى أنحاء العالم ولا يمكن لأحد أن يصدقهم في هذا المجال .

لما كان قد انكشف أن إسرائيل هي من قصف مطار ” التي فور T 4 ” ولم يثبت حتى الآن أن النظام في سوريا هو من استعمل الكيماوي، فلم يبقى إلا أن نشير إلى المستفيد الأول من هذا الفيديو، وهو إما أن يكون الكيان الصهيوني أو الاستخبارات الغربية وعملائها. وليس من المستبعد أن يكون الفيديو مفبركا لاعتماده كأحد أسباب الهجوم.

لم تخفى أمريكا والغرب مطامعها في النفط والغاز السوري والذي اكتشف بكميات سال لها لعابهم وبدؤوا بالتخطيط لوضع يدهم عليه، خاصة بعد أن نجح ترمب في وضع يده على أموال الجزيرة العربية وتجنيدها لتنفيذ إستراتجيته وخططه.

ترمب سار في طريقه للتصعيد بدءا بإعلان رغبته بالانسحاب من الاتفاق الموقع مع إيران ثم اعلن ان ايران الدولة الارهابية في العالم وان جميع الخيارات بما فيها العسكري على طاولته، ووصل إلى القول انه سيقصف سوريا بصواريخ لا تصدها الأسلحة الروسية،

وأضاف استعدي يا روسيا فصواريخنا الجديدة والذكية قادمة.

فرنسا والسعودية متفقتان على الحد من النزعة التوسعية لإيران، وفرنسا تعتبر روسيا تزيد الموقف اشتعالا. إلا أن إيران أعلنت أنها سترد و إذا استهدفت فلن تكون إسرائيل في مأمن.

الولايات المتحدة أتمت استعدادها للحرب، وحشر الرئيس ترمب كل المؤمنين بالحرب والمتحمسين لها حوله وفي مواقع اتخاذ القرار.

واجتمع مع وزير دفاعه وقائد قواته، وتحركت البوارج وحاملات الطائرات الغربية باتجاه المياه الأقليمة السورية والخليج العربي. وحُذرت شركات الطيران بأخذ احتياطاتها شرقي المتوسط وأخليت سماء سوريا من الطيران المدني. وأعلنت الولايات المتحدة أنها تقاسمت بنك الأهداف مع حلفائها. كما أعلنت مي رئيسة وزراء بريطانيا أنها مستعدة للموافقة على عمل عسكري ضد سوريا دون موافقة البرلمان. وأما المتفائلون من المحللين السياسيين يعتقدون أن كل هذا ليس إلا استعراض عضلات يقصد به التخويف والابتزاز والقبول باحتلال سوريا بدون حرب.

قبل بدء الحروب تقوم مراكز صنع القرار وأجهزتها الأمنية ومراكز الدراسات والأبحاث والاعلام بتهيئة الأجواء للحرب، وذلك باختراع الأسباب التي تهيج الرأي العام ، لا بل وتعمل على صناعة رأي عام مؤيدا للحرب. ولدينا من التاريخ كثير من الشواهد كقصة حواضن الأطفال التي قيل أن العراقيين رموا بالأطفال خارجها لينهبوها، وأسلحة الدمار الشامل والتي لم يكن لها وجود، وبطة اكسون فالديز التي صورت على إنها في العراق. وحاليا سكريبال الجاسوس المزدوج، والكيماوي في سوريا، وحرب تجارية مع الصين، وهبوط في قيمة الليرة التركية، وتخفيض للعملة الإيرانية.

روسيا التي لم تكن نائمة وشعرت بالخطر، كانت تراقب الأحداث وتستعد لها. وأعلنت قبل وقت كاف عن بعض أسلحتها الجديدة وصواريخها الذكية المتطورة والحديثة والتي تدور حول الكرة الأرضية، وأنها قادرة على أن تصيب كل الأهداف على سطح الكرة الأرضية.

أمريكا ومنذ سنوات أقامت عدة قواعد عسكرية في الأردن وقوننها الملك عبدا لله بإرادة ملكية نشرت في الجريدة الرسمية بدون عرضها على البرلمان، خلافا لنص المادة 33 من الدستور الأردني. (راجع الفصل الثالث من كتاب “الهيمنة الصهيونية على الأردن” التنسيق والتعاون الأمريكي الأردني الإسرائيلي ص 125 ـ 134)

تقوم الولايات المتحدة الأمريكية منذ زمن بنقل معدات قاعدة انجرليك من تركيا إلى قاعدة الأزرق في الأردن. وقاعدة انجرليك القريبة من أضنه ليست بعيدة عن الحدود السورية، وهي تابعة لحلف الناتو وكانت تعتبر أهم قاعدة جوية في الشرق الأوسط، وتتميز بموقعها الجغرافي وبنيتها التحتية المتكاملة ومنطلقا لقصف أية أهداف في سوريا أو العراق أو إيران أو لبنان أو اليمن.

وصلت إلى ميناء العقبة قبل أيام معدات عسكرية أمريكية في بواخر مغلقة، وقيل أنها معدات لمناورات “الأسد المتأهب”، هذه المناورات التي تتكرر سنويا. ويجب ألا نستبعد أن تكون هذه المرة جدية ومشاركة في الحرب ومن الأراضي الأردنية.

روسيا أعلنت أنها ستسقط أي صواريخ تستهدف سوريا، وان مراكز إطلاق هذه الصواريخ ستكون أهدافا للصواريخ الروسية.

إذا انطلقت الصواريخ أو الطائرات الأمريكية من قواعدها العسكرية في الأردن فهذا يعني أن الأردن سيكون أهدافا للصواريخ الروسية. ونحن لا نعلم أين ينتشر العسكريون الأمريكان بين السكان في الأردن، ولكن الروس بالتأكيد يعلمون ذلك.

الملك عبدا لله ارتدى البزة العسكرية وزار القيادة العامة للقوات المسلحة واجتمع برئيس هيئة الأركان المشتركة وقائد سلاح الجو الملكي ورؤساء الهيئات في القيادة العامة، وتم بحث أمور تتعلق بالمجالات العملياتية والتدريبية واللوجستية. ولكنة لم يخبر الشعب ولا البرلمان الافتراضي بما يدور خلف الجدران المغلقة.

رسالة اردوغان : تركيا مستهدفة وإيران مستهدفة وكل دولة وثقت بالولايات المتحدة وحلفاها مستهدفة وسيتم استنزافها أولا ومن ثم القضاء عليها.

إذا بدأت الصواريخ تقصف سوريا فهل سيكون حزب الله وحماس ومواقعهما العسكرية وصواريخهما أهدافا مستهدفة، أم أنها ستنطلق قبل أن تُدمر. ؟

كل الذين راهنوا على الثقة بأمريكا والغرب وتحالفوا معهم سابقا سواء كانوا عربا أو مسلمين اتراكا او ايرانيين ، او مازلوا متحالفين معهم ، سيندمون، لأنهم استعملوا او سيستعملون أدوات في الإستراتجية الغربية، ثم يلقى بهم في مزابل التاريخ عندما يتم استنزافهم وينتهي دورهم ، وشاه ايران نمذجا على ذلك .

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى