“حُطّ لايك”

منع الأربعاء 1-6-2016
“حُطّ لايك”
أعترف أني صرت عصبياً ومكتئباً وميزاجياً في الفترة الأخيرة ،حتى صار يفرّ مني أقرب أصدقائي ويتهمونني بحمل السلم في العرض،مع أن حمل السلم في الطول لا يقل خطورة وعباطة ووزناً عن حمله في العرض فكلاهما سيّان وتعتمد طريقة الحمل على المكان الذي تريد ان تنقله اليه…
أشعر بالعصبية وينتابني الاكتئاب عندما نرى العالم يتحضّر ،العالم يتقدّم، العالم يبني أوطانه،العالم يتخلّص من أدرانه، العالم يغتسل من الفساد، العالم يقدّم نموذج للتقدّم للرقي للإنسانية ونحن ما زلنا نحفر في ذات الحفرة ، حفرة التخلف والرجعية والهدم ،والفساد والتنفيع وخذلان الأوطان والأنانية المفرطة والطبقية السياسية التي لا ترى ولن ترى سوى صورتها في مرآة الفساد.
**
ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا التي استعمرت نصف العالم بما فيه “حضرتنا” يشتري لزوجته قبل أيام سيارة بألفي دولار “1500”جنية استرليني ، سيارة مستعملة صغيرة للغاية ،فيها مكيف ومسجل وسي دي،ومبدّل للسرعة “حتى الخامس بيجيش فيها”..تصلح ان تصطف امام سكن طلابي متواضع لا امام قصر حكومي يقطنه رئيس وزراء بريطانيا…عندما أقرأ مثل هذا الخبر أضع “لايك” وآخذ حبة مضادة للاكتئاب وأخرى مميع!.
احمد داوود اوغلو رئيس وزراء تركيا (المستقيل) مؤخراً- تركيا التي استعمرت جل الوطن العربي وما حوله بما فيه “حضرتنا” – يعيد جميع الهدايا التي وصلته أثناء خدمته رئيساً للوزراء للمتاحف التركية فهي ملك للدولة وليست له شخصياً..وينتقل الى فيلا مستأجرة شأنه شان باقي الشعب رغم انه ساهم وبشكل فاعل في التنمية والقفزات الاقتصادية التي شهدتها تركيا العظيمة لكنه لم يضع يده على قصر ومزارع وشركات حكومية في البلاد وقال: “هذه حصتي من التنمية” … عندما أقرأ مثل هذا الخبر أضع “لايك” وآخذ حبة مضادة للاكتئاب واخرى لتصلّب الشرايين…
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ،أظهر بعض الناشطين صوراً لها قبل عشر سنوات وصوراً اخرى حديثة حيث تظهر بنفس اللباس ، سألها صحفي في احدى اللقاءات لماذا ما زلت تظهرين بنفس الملابس سيدتي منذ عشر سنوات قالت :لأنني جئت لأخدم الشعب وليس لعرض الأزياء..عندما أقرأ مثل هذا الخبر أضع لايك وآخذ حبة مضادة للاكتئاب وأخرى لتصلب الشرايين..

العمر يمضي ،ونحن للخلف در..لم نتقّدم الا بالعمر.. متى سأشاهد مثل هذه النماذج السياسية في بلدي، متى سأرى بلدي أجمل وأرقى وأنقى وأقوى، متى سنقلع عن مفهوم نهب الوطن “كسبه”…متى سأرى أخبار سياسيي وطني “التي ترفع الرأس” المليئة بالتواضع والزهد تملأ المواقع والصحف العربية والعالمية بشرط الا تكون مدفوعة الثمن..قبل ذلك متى سأرى وطني الحقيقي !!…

طقّ قلبي..
وغطيني يا كرمة العلي!

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com