#حيدر_محمود_يا_سادة /محمد عبد الفتاح حياصات

#حيدر_محمود_يا_سادة
كلنا نقف وقفة عز وشموخ عندما نسمع كلام الشاعر حيدر محمود وهو يوضح لنا بأن إبنه عبارة عن مشروع شهيد. نعم مشروع شهيد ونعم أنت الذي تعلما الوطنية والإنتماء فقد تركت صحاري الأردن التي دافعت عنها علامات على جلدك وتركت فيك علامات الشقاء والتعب والكد. وأنت الذي شاركت في الجولان واللطرون وباب الواد. وأنت وأجدادك من ناهضتم وصفي التل وحابس المجالي في الدفاع عن المملكة في بداية تأسيسها. نعم أنتم. أنتم أصحاب الفضل في تأسيس هذه الدولة ووقوفها على قدميها.
أخبرني يا سيدي المحترم المبجل . أخبرني عن بطولاتك وبطولات أجدادك وأنتم تزحفون في معركة الكرامة الخالدة دفاعا عن ثرى أردنكم الحبيب.
هزلت حتى بانت ضلاعها. فعلا هزلت. سعادة الشاعر يقف بلا تردد ليخبرنا بأن ابنه مشروع شهيد . بأي حياء وقفت! وبأي مبدأ تكلمت! اذا أنت قلت هذا فماذا تقول جدتي! أخبرني ماذا تقول تلك العجوز التي كانت تعتقد بأنها كانت في قمة سعادتها وهي تلمع البسطار العسكري الأسود القاتم وتجهزه لعمي الشاب اليافع الذي لم يكمل من عمره ثمانية عشر سنة ليرتديه ويرتدي زيه العسكري بكل أنفة وعز وفخار ويسير ليلتحق بجامعة مؤتة ليحقق أمآل وطمحوات أمه الصابرة في أن يرتدي الإرادة الملكية السامية تتجسد في نجمة سباعية تمثل جبال عمان الصامدة وتمثل السبع المثاني من سورة الفاتحة يضعها على كتفيه المنهكان من تدريبات الصحراء.
سيدي الفاضل:
أعتقد بأنك عندما قلت ما قلت فإنك نسيت أشياء. وأعتقد بأنني عندما سمعت ما قلته أنت كنت قد نسيت أنا أشياء أخرى.
فأنت يا سيدي حينها نسيت بأنك من مواليد بلدة الطيرة – حيفا – فلسطين من عام 1942 وبأنك حاصل على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة كاليفورنيا وبأنك عملت سكرتيراً لتحرير جريدة الجهاد المقدسية, ومذيعا في إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية في بداية الستينيات وأصبحت كبيرا للمذيعين فيها ولم يتجاوز عمرك الخامسة والعشرين، حين أوفدك رئيس الوزراء آنذاك الشهيد وصفي التل لدراسة الإعلام في بريطانيا. هذا ما نسيته انت.
أما ما نسيته أنا هو أنه بالفعل يمكنكم الحديث عن الوطنية والإنتماء والولاء وبكل جدارة فأنت وليس جدتي من كان يقف على آخر الطريق الترابي المار ببيتها المتهالك لتودع ابنها وقرة عينها ذاهبا لوحدته العسكرية لا يدري متى يعود لأمه. وأنتم وليس جدتي من كانت تتساقط فوق رأسها القنابل في الحرب وترفع يدها للسماء بقلب دام وتدعو ربها من صميم أعماقها . تدعوه بكرة وَعَشِيًّا بلهجتها البدوية وتقول (يا رب تحمي هالبلد). تدعو لحماية (البلد) ونسيت (الولد). نعم نسيت الولد وفكرت في البلد لأن هناك (المهم) وهناك (الأهم).
هنا هي الوطنية يا سيدي الفاضل. قف مكانك ولا تتقدم خطوة أخرى في الطريق الذي تمشي فيه. جدتي هي الدولة. جدتي هي الوطنية والإنتماء والإستقلال والشموخ والفداء وليس أنتم فهي التي قدمت البلد على الولد وليست التي ركضت وراء الولد ونسيت البلد.
أعذرني يا سيدي فأنا سأمسح من ذاكرتي كل قصائدك التي حفظتها في المدرسة عن الوطن. فلستم من يحدثوننا عن الوطن. الوطن لجدتي العجوز التي تعشق تراب الأردن حتى النخاع وتدعو للملك بكرة وَعَشِيًّا بأن يسدد على درب الهدى خطاه وأن يرزقه البطانة (الصالحة).
كفاكم زورا وبهتانا وكفاكم ثرثرة عن الوطن فالوطن نفسه تعب كثيرا وجثى على ركبتيه من كثرة كذبكم ونفاقكم.
دعو الوطن لأبناء الحراثين والرعيان فهم أجدر بحمايته منكم وأكفؤ منكم في تقديم أرواحهم رخيصة في سبيل الوطن ليصبحوا (شهداء).
أفهمتم معنى شهداء!
الشهداء الحقيقيون هم من يرون شهادة التعيين أفضل بكثير من شهادات الدكتوراة التي تزين بيوتكم الفارهة.
لله درك يا (وطني) فكل من فيك يدعي بأنه (وطني)
وأتمنى من الجميع ألا يصطادوا بالماء العكر ويفسروا للكلام أكثر من معنى وأن لا يدخلوا العنصرية البغيضة في تفسيراتهم وخصوصا عنصرية أردنية-فلسطينية فالإحترام كله والتقدير للشعب الفلسطيني الحر
محمد عبد الفتاح حياصات
Mhammad hiasat abu hazar

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى