حلاوة محشيّة / يوسف غيشان

حلاوة محشيّة

غم وفاة زوج زريفة، الا أن الناس ظلوا يتندرون على طريقة وفاته الغريبة. السكري ، ومن لا يعرفه!! …انه متفش بشكل واسع جدا، مثل ذمّة مراب حديث النعمة، والرجل كان مصابا بهذا الداء الوخيم، ولا يستطيع سوى تلقي العلاجات في حدها الأدنى، عن طريق العيادات الحكومية وحبوب الجلوكوفيج التي يتعاطاها كما يتعاطى حثاريم المريس.
كان جالسا على باب دكان ابي ، الذي كان تعاقد مع تاجر ما على بيع نصيتيّ حلاوة ، واحدة سادة بزيت السيرج فقط، وأخرى محشية بالمكسرات، والأخيرة اغلى طبعا احضرهما الرجل ليبيعها والدي بالمفرّق ، ويحصل على عمولته. وكان زوج زريفة ينوي استدانة بعض الأغراض، وهو يعرف أنه لم يسدد ديونه منذ اشهر، لذلك سيكون الأمر صعبا بالضرورة.
أصابته رعشة السكري، ، يداه شرعتا بالرجفان ، مع دوخة خفيفة تتزايد باستمرار،العرق ينتشر وينزّ من كافة مسامات جسده، حاول النهوض فلم يستطع، حاول الحفاظ على توازنه، لكنه سقط على الأرض.
كان الحل معروفا …. أن يزدرد المريض على عجل سكّريات سريعة الامتصاص. لذلك فتح الوالد نصية الحلاوة السادة(الخالية من المكسرات)، وأخذ منها ملعقة كبيرة وتوجه الى صاحبنا المرمي على أرضية الدكان ليضعها في فمه، حتى ينجو من نوبة هبوط السكر.
صاحبنا رغم حاجته التي يعرفها تماما، أغلق فمه ورفض أن يضع المعلقة في فمه، لكنه كان يشير بعصبية في يده المرتجفة ويقول بصوت مرتجف:
– حشيّة ..شيّة شيه ..شششششيه
لم يفهم الناس، الذين تجمعوا، ما يقوله زوج زريفه، واعتقد بعضهم أن نوبة السكري قد نالت من دماغه، لكن والدي انتبه الى إشارة يد الرجل ..وتتبعها . كان المريض يشير الى علبة الحلاوة الأخرى، التي بجانب علبة الحلاوة السادة ..انها علبة الحلاوة المحشية بالفستدق الحلبي والمضمخة بزيت السيرج وماء الورد، فهذه فرصته الوحيدة لتذوق الحلاوة المحشية.
كان يريد ان ينقذوه بملعقة حلاوة محشية وليس سادة، ولم يفهموا رغبة الرجل الا بعد ان غاب الرجل عن الوعي ونقلوه الى المستسفى، ومات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى