حكيم القرية / محمد خلف الشلول

حكيم القرية

نفتقر في زماننا هذا للحكمة .. وإذا عثرنا عليها لا نعمل بها .. هذا هو حالنا … لكن لعلنا نستفيد من هذه الحكاية .
كان لأحد الفلاحين بالقرية عجلاً سميناً .. اهتم برعايته ودلـلّه بحارات القرية حتى أصبح ثوراً هائجاً .. لم يعد يسيطر عليه ..وراح يهدد أمن القرية .. ينطح برأسه وقرنيه .. الحيطان .. والأطفال .. حتى صاحبه راح يفر من طريقه .. وذات يوم عطش الثور “بالمناسبة كان لونه أبيض ” واقترب من جرة فخارية للماء أمام منزل صاحبه .. وأبدى عدة محاولات لإدخال رأسه في الجرة لكي يشرب وأخيراً ادخل رأسه في الجرةفشرب حتى إرتوى .. لكنه عجز عن إخراج رأسه من الجرة .. فصاحت زوجة الفلاح :
– رأس الثور عصي بالجرة .
وطلبت من زوجها الحل لهذه المشكلة .. فقال الزوج :
-لن نجد الحل الا عند حكيم القرية .
وذهب الفلاح مضطرباً إلى حكيم القرية .. وسأله الحل بعد أن شرح له ملابسات الحادث للثور ..
فقال الحكيم بعد لحظة تأمل :
-كي ننقذ الجرة ..عليك بذبح الثور .
حمل الفلاح نفسه وذهب للثور وعمل بنصيحة الحكيم .. وقطع رأس الثور .. فسقط الرأس بالجرة .. وزاد الطين بلّه .. وعاد للحكيم يرجوه الحل للمشكلة .. الرأس عصي بالجرة ..
فقال الحكيم بعد لحظة تأمل :
– كي ننقذ الرأس لابد من كسر الجرة .. أعتقد بهذا الحل لن تعود لي مرة ثانية .
وفعلاً عمل الفلاح بالنصيحة وكسر الجرة وأخرج الرأس .
في هذه اللحظة .. صاحت زوجة الفلاح بين يدي الداية حيث استعصت حالة الولادة عندها .. فقالت الداية للزوج :
– اذهب للحكيم وأخبره بأن المولود لا يود الخروج .. لعله يسعفنا بحكمته .
فقال الزوج بغباء :
– حاضر
* من كتابي في الأدب الساخر
هَزُلت … وأمَّا بعد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى