حصة لمكافحة الإرهاب / عمر عياصرة

حصة لمكافحة الإرهاب

التطرف لا يحارب بالكلام الانشائي، بل يحتاج الى فلسفة شاملة تتسرب الى كافة اركان الدولة السلوكية والتنظيرية، كما ان التشدد والارهاب لا يمكن القضاء عليهما بمنطق الفزعة البائس.
بعد احداث الكرك، تعلن وزارة التربية والتعليم عن تخصيص الحصة الاولى من يوم الثلاثاء في كل اسبوع للحديث عن خطورة الارهاب وضرورة مكافحته، وتأكيد سماحة الاسلام ووسطيته واعتداله.
الموضوع جيد في اطاره المجرد، لكنه غير مجد، وقائم على الفزعة، ولا يخرج عن كونه رد فعل على ما جرى، فالعقل الجمعي الاردني بعد احداث الكرك جل الجميع يتصرف كردة فعل غير مدروسة.
انا شخصيا ادرك ان اهم وسيلتين ايدولوجيتين قادرتين على تعديل سلوك المجتمع هما الاعلام والتعليم، الا ان الامر لا يتأتى من مجرد حصة مملة لن تختلف في جوهرها عن كل السلبي الذي يعيشه نظامنا التربوي.
نعم من واجب وزارة التربية والتعليم العمل على تنوير الطلبة والاجيال، ووضعهم على السكة الصحيحة في المعرفة، والتمييز بين الغث والسمين، وتخليصهم من كل آفات التشدد والارهاب.
لكن ذلك لا يكون بحصة ترفع عن الوزارة الحرج، وتجعلها مشاركة في كرنفال رفض الارهاب الذي جاء بعد احداث الكرك لا اكثر.
الحكاية تحتاج الى مقاربة ثقافية سياسية عميقة الجراحة، فيها نظرة مسؤولة لكل العوامل الاقتصادية والثقافية، فلا يعقل ان اعلم الطالب عن التسامح، وحين يخرج للشارع يرى الظلم في كل مكان.
لست سوداويا، وأرحب بكل جهد «اوحصة» يعمل على توعية الناس، لكننا نحتاج الى سياق اعمق من فلسفة الارتجال السائدة، فالشمس لا تغطى بغربال.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى