حتى لا يتم تخديرنا / عمر عياصرة

حتى لا يتم تخديرنا

يقال ان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، نقل لمسؤولين أردنيين، عندما زار عمان اثناء اجتماع وزراء الخارجية العرب الستة، عن الادارة الامريكية، تأكيداتها بأنها تهتم بأن لا تتسبب بأي إحراج للانظمة العربية فيما يتعلق بتطبيق قرار نقل السفارة للقدس.
ونقل الجبير ايضا، توجهاً حيوياً لدى الادارة الامريكية بإحداث نوع من التوازن لاحقا، وعدم تجاهل الطرف الفلسطيني في حال التعاطي بواقعية مع القرار المتخذ بخصوص القدس الذي لا رجعة عنه.
ان صح ما يقال، فإننا نقف امام دور ناقل لما يريده الاميركان، عنوانه التحذير السياسي، وربما الاقتصادي، فالجبير يحاول تلطيف القرار الاميركي واخراجه من سوداويته وساديته.
ما يقوله السعوديون ليس الاهم فيما اتناوله اليوم، لكن ما يعنينا، انه كم تأثرنا في الاردن بمثل هذا المخدر، وهل فعلا اصبحت اندفاعتنا اقل، وهل لا زلنا نراهن على سراب تأويلات لترهات ترامب.
يقال ان ثمة تيارا في المطبخ، يهمس سابقا، ويتجاوز الهمس بعد ما قاله الجبير، هذا التيار يوصي بتخفيف «حمل القدس» ويدعو إلى عدم التحسس من دور سعودي او فلسطيني على وصاية المقدسات.
فرحنا – ليس ببعيد- بأن رأس الدولة، ومجساتها ومرجعايتها، حسموا امرا بقوة عنوانه، ان مصالح الاردن الحيوية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والقدس هي غير قابلة للمقايضة والابتزاز ولي الذراع، فإذا بالبعض يراهن على تفسيرات الجبير كعنوان للسراب والتراجع.
العقلانية مطلوبة، والضغوط لها دور ما، فلسنا طوباويين جدا، لكن الثوابت وهوية البلد ومستقبلها ايضا يجب ان تكون حاضرة عند كل خطوة او انفعال، ولا مانع من ان نكون طوباويين لأجلها وبسببها.
الى الان لم يتراجع الاردن عن مواقفه، لكنه للامانة، اوقف اشتباكاته الايجابية، يعيش حيرة من نوع ما، وما اخشاه ان يستسلم للطوفان، ونتمنى ان لا تكون مخاوفنا الا مجرد مخاوف لا يصدقها الواقع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى