[review]
وقف أمام النافذة العتيقة ، تنفس ملئ رئتيه وراح يحدثها مع نسيم الصباح……..
سأعترف لك يا حبيبتي بكل شيء ، أعدك بأنك لن تحتاجي حتى لطرح الأسئلة البلهاء ،وسأخلع أمامك معطف الغموض وأعري نفسي من كل انكساراتي وخيباتي وحتى انتصاراتي الذكورية.
قبلك ، كنت رجل عاطلا عن الأمل ، هكذا ولأسباب غامضة وجدت نفسي اخلع حواسي الخمسة ، أو هي من أرادت تخلعني ولا ادري أيهما أراد أن ينكر الآخر ، أصبح إحساسي بالأشياء باهتا لا طعم له ولا رائحة .
كان يوما رتيبا آخر من أيام حزني السرمدي ، لم يكن فيه ما يستحق الانشغال سوى تلك اللحظة التي وقفت فيها أمامي ، كما لو أنني أقف أمام سكة حديد اخترقها قطار دون أن يتوقف ، سريعة هي لحظات الانبهار ، أليس كذلك يا حبيبتي .
بعدها كان إحساسي بك كطفل يصدق في كل شيء ولا نصدقة بشيء ، ثمة شيء في داخلي بدأ يتغير تدريجيا ، وبدأت أتصالح مع حواسي الخمسة ، حتى بدأت الحياة أجمل بما هي عليه .
ذات وجع ،ومن نافذة عتيقة ،كنت أرقب قرص الشمس وهي تعانق الأفق الغربي ، كم أحببت الغروب على أطلالك ولو بلمحة في الذاكرة ، في تلك اللحظة كان هاتفي النقال يدق أجراس الفرح بإصرار عنيد ،قلبي كان يرقص على نغمة قد اخترتها بنفسي .
الوووو .
الووووو مرحبا .
جاء صوتك دافئ رقراقا ينساب في أذني كخرير ماء زلال ، تحدثنا بأشياء مختلفة كان أهمها موعد ولو بعد حين.
كنا على موعد اختاره الحب لنا ، على طاولة مستديرة كنا قد تقابلنا بصمت مفتعل،وكل منا يحاول أن يستكشف الآخر بعد غياب دام لسنين ، وأنا أذكرك طفلة تحبو عند قدمي ، قبلة طبعتها على وجنتي طفلة يوما ما كانت أنتي ، كيف كبرت على غفلة مني وأصبحت بكل تلك الفتنة يا حبيبيتي.
كم تمنيت أن تخلعي نظاراتك السوداء لكي استطيع قراءة عينيك،
قهوة بدون سكر ، قررنا أن نحتسي معا ، تساءلت ألا تكفيني مرارة الأيام بدونك.
كنت تدقين بأصابعك على الطاولة إيقاعا يبدو منتظما ، وأنا كنت أدق طبول الاشتياق واللوعة ، فقررت أن اخلع نظارتك السوداء عنوة .
عيناك سحر الشرق فيهما تجلى ، كنت نخلة عراقية ارتوت بماء دجلة ليفرح لها الفرات . عجبت لنخلة تحيض.وسحر الشرق يذوب في عينيك.
ليتك أكبر بخمس ، وليتني أصغر بخمس ،
ليتك اكبر بخمس ، لزرعنا حدائق العمر زهورا ، ليتني أصغر بخمس لكتبت أسمك على أقبية الهواء فرحا .
ليتني بسمة على شفتيك ، أو دمعة في عينيك فلا تبكيني
ترك النافذة مشرعة ، ابتسم وقرر أن يغادر الظلام ..