” حبة زرقاء …. مش كبتاجون” / محمد سعود شواقفة

” حبة زرقاء …. مش كبتاجون”
محمد سعود شواقفة

تابعت كغيري بكل حزن و اسى مناقشات مجلس النواب و بعدها الاعيان لخطاب الموازنة …. و لم استطع تجاهل ما اشيع عن تداول بعض الحبوب الزرقاء و التي ارتبط لونها بتفكيرنا العميق بالفياغرا …. فانشغل بالنا عن رفع سعر الخبز و انتابني قلق بفطرتي الصيدلانية على نوابنا الاشاوس و فعلا خشيت كثيرا ان تكون هذه الحبوب تسربت لمجلس الاعيان …. و ذلك لاسباب تتعلق باعمارهم و حالتهم الصحية …. فرغم ان مجلس النواب يزخر بال” الختيارية ” و ” اصحاب العلل المزمنة ” من ضغط و سكر و امراض قلب …. الا ان مجلس النواب قد يبدو فتيا مقارنة باعضاء مجلس الاعيان…. فمن واجبي حقا ان احذرهم لانه لا يليق بمجلس امتنا ان ينتهي نهاية رجل شجاع و بحبوب زرقاء اثبت العلم ان ضررها اكثر من نفعها و خصوصا لمن تجاوز الستين و ابتلاه الله بامراض القلب و الضغط و الشرايين ….
اذا خطر ببال اي احد ” ليش زرقا” …فاللون الازرق هو آخر لون يختفي من الوان الطيف…
طالعتنا الاخبار عن مداهمة مصنع محلي لحبوب مخدرة يعرفها العامة باسم ” كبتاجون” … و الحديث هنا عن مئات الملايين من الحبات و التي كنا نسمع بها و لا نراها …. و كنا لوهلة مطمئنين الى ان الاردن دائما ممر و ليست مستقر لهذه الآفة …

و هذه مادة كيميائية من محفزات الجهاز العصبي فترفع المزاج و تحرم متعاطيها النوم و تقلل الشهية للطعام …. و قد تؤدي للضعف الجنسي بعد استخدامها لفترة طويلة . و قد تم ترويجها اول مرة كعلاج لمكافحة الجوع و لكن سرعان ما تم اكتشاف اعراض استخدامها المدمرة على المخ و خصوصا ان الشركات لم تعد تصنعها لانها ممنوعة دوليا و لكن تجار المخدرات وجدوا طريقا لترويج خلطات من ادوية و تراكيب مشابهة في التأثير و لكنها اقل نقاء و اكثر سمية و تدميرا لتركيب الدماغ عند المتعاطين …. و اعتقد ان هذا المصنع الاردني مثالا عليها …لانه كما رشح من معلومات يخلط مواد تنظيف و مركبات وسيطة لانتاج حبوب يسميها ” كبتاجون” … يعني شر البلية ما يضحك … ان المخدر المحلي مغشوش ايضا … فلا يعاني المدمن من الهلوسات السمعية و البصرية فحسب…بل يبدأ بتخيل اشياء لا وجود لها و اوهام قد تقوده للجنون و ربما الى الانتحار …حيث يشعر بحشرات تتحرك على او تحت جلده.
الاعراض مرعبة و مخيفة قد تختلط بالفصام او جنون العظمة …. يلازم المدمن شعور بالنقص و الاضطهاد … و تنتابهم نوبات من البكاء بدون اي سبب … تلازمهم الشكوك و الاوهام .
تساؤلي بعد هذه العجالة الصيدلانية … هل يحتاج شعبنا ” كبتاجون” … ليكافح الجوع …و بحثا عن مزاج عال منفصل عن الواقع … الا ترغب حكومتنا ان يقلل المواطن من استهلاك الخبز و الحمص و الفلافل و ان تكبح جماح شهيته للاكل و اشياء اخرى …. فاذا توقف الشعب عن الاكل و لم يعد قادرا على ان يفتل شاربيه امام المرآة كل خميس … فهذا نجاح استراتيجي لمخططات الحكومة الخمسية و العشرية و المئوية .. اضف الى ذلك ان متعاطي الكبتاجون يموتون باكرا…. اما انتحارا او بامراض عديدة لا علاج لها …..
الاهم ان كل ما سنراه و نسمعه من قرارات لا طعم لها بزيادة الاسعار و فرض الضرائب سيبدو لنا هلوسات …. نسمعهاو لا نأخذها على محمل الجد …. و كل ما نراه من فساد ينخر في جسد الوطن يتمثل امامنا قصورا فارهة و سيارات فخمة و كروش متخمة و صلعات لامعة …سيبدو لنا هلوسة بصرية لا تمت للواقع بصلة .
بين الحبة الزرقاء مع الجماعة و حبوب المخدر المحلي …. ما الذي تخبئه لنا الايام … نسأل الله اللطف فينا … سؤال غير برئ : هل فعلا ان ” ميسي” تناول حبة زرقاء … كان يخبئها في احدى جواربه … بين الشوطين ؟!
من يصدق انها حبوب جلوكوز ؟!
” الحكومة و ذمتها … ازرق او ابيض”

“دبوس ازرق و ابيض”

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى