حالتنا يا ليلى !! / د . محمد شواقفة

” حالتنا يا ليلى !! ”

لا يمكن ان ننكر دور الحكومات المتعاقبة و انجازاتها …فهي من أوصلتنا لهذه الحال …. نقطة
إن حالنا في ظل هذه الحكومات لا يمكن وصفه بكلمات و لكن ليس لدينا إلا أن نشكر الله على نعمة الصحة ….نقطة
إن الله اذا أحب عبدا إبتلاه …. فيبدو أن الحكومات و سياساتها تندرج تحت بند أن الصابر كالشاكر بالجنة بلا شك …. نقطة
لقد وعدت أمي – شافاها الله – في لحظة ضعف أنني سأبحث عن ” حيط ” كي ألازمه و أسير إلى جانبه و اواصل الدعاء ب ” يالله الستيرة ” …. و أحيانا تستطيع حك أي جزء من جسدك فيه إذا لزم الامر …. واذا لم يسعفك ذلك أو يبرد عنك قليلا فقد ” تخبط” “رأسك بالطريقة التي تراها مناسبة …. و بأي قوة و بأي زاوية …. فهذه “رأسك” و هذا ” حيطك” و هذه حرية رأي و تعبير كفلها لك الدستور و القانون و حقوق الانسان و جمعية رعاية الطفولة و نصت عليها شريعة حمورابي قبل ان تطالها يد المزورين.
الحكومة لا تعتاش على الضرائب ولا تنتهج سياسة الجباية فهذه فعلا ادعاءات باطلة ولا يوجد دليل على ذلك …. و من يمتلك الدليل فليجاهر به ” طبعا بينه و بين حاله ” أو ليخرس للأبد …. و إذا أحد المطلعين وجد ضالته في قصة فساد هنا أو قضية إفساد هناك ….فلا تستمعوا إليه …. فهذا غيض من فيض …. و لكن انظروا الى نصف الكأس المكسورة …. كما أن هناك فاسدين و مفسدين فهناك مثلهم من ينتظر دوره و يطالبكم بمنحه الفرصة لكي يكمل تحميل الحمل و الفرار به قبل أن تغرب الشمس….
مجرد أن تحط قدمك في أرض المطار تشعر بأنك فعلا كنز ثمين و قيمتك الشرائية تضاعفت …. و ما بين شوق و حنين لدخول ارض الوطن و ما بين قلق و توجس من مفاجئات الاستقبال … اول مشهد كان بالبحث عبر اللوحات الارشادية …. كان هناك العديد من الموظفين ينظمون فرز المسافرين … غالبيتنا انتهى بنا الفرز الى طابور عظيم و كنا ننظر بغبطة و ربما بعض الحسد لغير الاردنيين الذين استمتعوا بخدمة سريعة بعيدا عن الزحام ….. تقبلنا الامر بدون مشقة ليس كرم اخلاق او كطبع النشامى في استقبال الضيف …بل لأننا اعتدنا على معاملة حكومتنا التمييزية لأي أحد أو شئ أو منتج على بضاعتنا المحلية ….
اقترب مني شاب بهي الطلعة يرتدي بذلة انيقة و همس بأذني إن رغبت في خدمة ” مميزة ” أسماها بالمسار السريع …. مقابل مبلغ رمزي … فلن احتاج للانتظار و مقارعة طابور الاردنيين الذين تراكموا بأعداد كبيرة بينما غير الاردنيين و معهم اردنيو المسار السريع مضوا الى ما وراء الجدار …..
المبدأ واضح و الرسالة لا لبس فيها ….. ادفع و امورك تمام …. شكرا للحكومة التي تهتم بمواطنيها و لا تترك لهم مجالا للشك نواياها …. طبعا لا ننسى ان نشكر الخدمة غير المسبوقة في تأخير الحقائب و البحث عنها ….
الشئ الوحيد الذي برد قلبي …ان غير الاردنيين و جماعة المسار السريع انتظروا حقائبهم لفترات ربما اطول منا ….
حكومتنا عادلة حتى في الظلم !!

” دبوس على التذمر ”

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى