حالة حب / المحامي خلدون محمد الرواشدة

حالة حب

تبا للكيمياء المعقدة التي تتفاعل في دهاليز النفس المعتمة والتي تجعل القلب ينبض بهستيريا ، فيوقظ اللسان الموجع بالخدر العشقي ، فيتلعثم حينا ويتأتئ حينا آخر.

تبا لساعة الوقت التي سرعان ما تكسر مع أول قبلة عاطفية أو لقاء عاجل ، فتفر الدقائق كما يفر موزعي المناشير من قوات الدرك والعسكر بعيدا تاركة العقارب مضبوظة بالجرم المشهود ومع سبق الشوق واللهفة والترصد.

تبا للصراعات الداخلية التي لا يمكن لهيئة الأمم المتحدة أن تتدخل بها فكلها صراعات ومعارك دنكشوتية بين خوف وشوق وضياع ، تعجز كل قوات حفظ السلام عن اعادة حالة الهدوء فيها للنفس المنهكة بالجراح واللوعة.

مقالات ذات صلة

تبا لذلك الدوار وتلك اللهفة إياها في أول اللقاء كيف تجعلنا في آخر اللقاء ننزف من عمرنا زمنا سائبا ، فنضبط ساعتنا البيولوجية لموعد جديد نرتدي لأجله قميص الانتظار فنزرر بعض أزراره على أمل أن لا يطول الغياب.

أنا طاعن بالحب وموغل بحماقة العشرين ، ومفعم بالأمل وبالحلم وبالعمر ، وعاقد قراني على الصبر ومدمن على تلك الأصوات والهمسات والونات الخفية.

انا في حالة الحب كما كل مرة أحاول أن أحبط مؤامرة الذكريات ، وأتعاطف كما كل مرة مع الجلاد وأعود في طوعي لجحيمه ، واكتفي بمراجعة هواة الطب والتمريض اللذين لا يملكون سوى حقيبة اسعافات أولية فيها شاش ويود لا يكفي لأيقاف نزيف القلوب.

Khaldon00f@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى