وزير الأوقاف قيادة إصلاحية بامتياز / ا . د أنيس الخصاونة

وزير الأوقاف قيادة إصلاحية بامتياز
الدكتور عبد الناصر أبو البصل أستاذ أكاديمي معروف عمل عميدا لعدد من كليات الشريعة في الأردن وخارجه، وأسس جامعة العلوم الإسلامية العالمية حيث شغل موقع أول رئيس لها ،وهو أيضا عضو مجلس الإفتاء ويقدم خدمات شرعية وعلمية على المستويين المحلي والإقليمي.هذه المقدمة ليست تسويقا للرجل فهو لا يحتاج لذلك ولكنها شهادة حق وسط هجمة شرسة يتعرض لها من خارج وزارته وربما من داخلها فلماذا يا ترى يتم استهداف الدكتور أبو البصل؟
الحقيقة أن قضية عدد ركعات صلاة التراويح فيها فتوى من مجلس الإفتاء الذي يضم نخبة من العلماء الأجلاء ،وقد قام سماحة وزير الأوقاف بتعميم الفتوى على الأئمة لكونهم موظفين تابعين للوزارة ،ولم يقم الوزير بإجبار المصلين على زيادة عدد ركعاتهم في التراويح.لا بل فإن بعض المساجد المعروفة في عمان وبعض مدن المملكة تمتد صلاة التراويح فيها لعشرين ركعة ومنذ زمن طويل.والتراويح هي سنة وليست فرض ويجوز أن يصلي المسلم ركعتان أو أربعة أو ما شاء من الركعات. ساءني ما قرأت من تعليقات وإساءات بالغة للدكتور أبو البصل ومحاولة الطعن بمقاصده وأنا أعلم تماما أن قرار مجلس الإفتاء لم يكن هو السبب، كما لم تكن ركعات صلاة التراويح هي القضية التي من أجلها وجهت سهام وأصدرت أحكام على الوزير.
نعتقد أن ما يتعرض له وزير الأوقاف له علاقة بالمشروع الإصلاحي الذي يقوده في وزارة الأوقاف ،وهذا المشروع يتضمن إعادة النظر بهيكليتها الإدارية ومجمل التشريعات الناظمة لعملها في مجالات شتى والمجالس المتعددة للهيئات والدوائر التابعة لها.الوزير أبو البصل مخلص في عمله زاهد في السلطة والبريستيج والأبهة ،ومتواضع ولا تفتنه الألقاب والامتيازات الوزارية لا بل فقد اطلعنا عن كثب على عمله في جامعة اليرموك وجامعة العلوم الإسلامية وجامعة الشارقة فلم يتغير ولم يتبدل وبقي على العهد والوعد بتقديم المصلحة العامة والمقاصد الشرعية على أي شيء آخر ومن عمل معه يدرك تماما جدارة ما نقول.
وزير الأوقاف الذي لم يمضي على تقلده موقعه ثلاثة شهور يضع يده على ملفات مهمة تحتاج إلى تصويب منها ملف الحج ،وملف خطب الجمعة، والمسجد الجامع، والقوانين التي تنظم عمل الأئمة وخدام المساجد، والوقف الإسلامي،وهو بذلك يعمل بالتناغم مع قوانين العمل وأنظمة الخدمة المدنية وقرارات مجلس الإفتاء، ناهيك عن مساع لتحسين وتجويد الخطاب الإسلامي والدعوي من على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأنا هنا أهيب بكتاب الأقلام والمعلقين أن يتقوا الله فيما يكتبون أو فيما ينطقون.لا تسلقوا هذا الرجل بألسنتكم ولا تعرقلوا ما يطمح الدكتور أبو البصل إلى إحداثه وتحسينه في عمل هذه الوزارة المهمة ومن يريد أن يدلي بدلوه ويناقش في موضوع صلاة التراويح فليجادل بالشرع والحجة والموعظة الحسنة دون افتئات وتشكيك بمواقف وأسانيد الآخرين ودون استغلال الموضوع لتحقيق أجندات وتصفية حسابات .قيل قديما أن الحكم على الرجال يقتضي المعاملة أو السفر أو الائتمان وقد جربنا ذلك مع الدكتور عبد الناصر وبفي ملتزما بعقيدته وثوابته وأخلاقه فنعم الأخ ونعم المسئول، وصدق رب العزة وهو القائل ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. عندما نتحدث عن التلفزيون الاردني فاننا نتحدث عن الشاشة اما الامور الاخرى فهي وعلى اهميتها تكون في الصفوف الثانية والثالثة … الخ
    وعندما نتحدث عن وزارة الاوقاف فاننا نتحدث عن خطبة الجمعة ، والامور الاخرى في الصفوف الثانية والثالثة … الخ
    ما فعله الوزير السابق فيما يخص خطبة الجمعة…. على الاردن والاستمرار به عار ، خطبة في علبة افتح واقرأ ونحن نعاني اصلا من مستوى الخطباء في كل شيء
    نحن نخلط بين امرين الاول ان يكون الشخص محترم وصاحب خلق ودين وبين المهام الموكولة اليه وحتى لا نطيل نعود لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عندما قال يا ابا ذر ان فيك ضعفا اي انك لست شخصية قيادية على الرغم من ورع وتقوى ابو ذر ومن منا لا يعرف اباذر الغفاري ، الوزارة والمسؤولية ارث يسأل عنه من هو الان في موقع المسؤولية اما ان نقول هذا القرار اتخذه فلان ولا دخل لي به فهذه هي مصيبة الاردن وما اريد له

  2. بكرة بشيلوه وبيجيبوا واحد بصيم …ما بنفع عندهم الفهمان واللي شوره من راسه

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى