ثورة الرجل الواحد انتصرت / خالد العلاونه

ثورة الرجل الواحد انتصرت

انطلق الحراك الشعبي في الاردن قبل انطلاق الربيع العربي وكان حراكا سلميا للمطالبة ببتحسين اوضاع المواطن الاردني الاقتصاديه والمعيشيه وتسريع عجلة الاصلاح ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين وتنوع شكل الحراك بين اعتصام او احتجاج او مظاهره او وقفه صامته او مخاطبة اصحاب القرار عبر بيانات او مقالات صحفيه وكلها كانت ضمن حدود الاعراف والتقاليد وكذلك حسب القانون واستمر الحراك عدة سنوات رغم كل محولات اجهاضه التي مارستها الحكومات المتعاقبه والتي ارادت ضرب مطالب وآهات الشعب عرض الحائط وابقت ساحة المال العام والمناصب والوظائف والمؤسسات مفتوحة للحيتان وآبائهم على مصراعيها … واستمرت بفرض المزيد من الضرائب والرسوم وتحرير الاسعار حتى اوجدت حالة من الضنك لم يضنكها المواطن الاردني من قبل وبذلت الحكومات الاردنبه كل ما بوسعها لمنع قيام ثورة شعبيه سلميه على الظلم وغياب العداله واستخدمت كل الاساليب لتخويف الاردنيين بدأ من استخدام بعض اصحاب السوابق للاعتداء على الحراكيين او القيام بعمليات التخريب لتشويه صورة الحراك مرورا باقرار القوانين اللاجمه لكل اشكال التعبير عن الرأي ثم تهديد الاردنين بما بجري في سوريا انتهاءا بعمليات الاعتقالات المتواليه لبعض الحراكيين والناشطين السياسيين ..
تمكنت الحكومات المتعاقبه من مواجهة ما يزيد على خمسة ملايين اردني وعدم الاكتراث بمطالبهم التي هي حق طبيعي واستمرارها في مواقفها المتعنته بحجة الوضع الاقتصادي الصعب والمديونية الكبيره والتي لا نعرف من استتدانها وكيف انفقها
في ذات السياق فقد اقدمت حكومة هاني الملقي على اتخاذ قرار قيل عنه انه قرارا استفزازيا ومن باب تصفبة الحسابات تمثل في انها خدمات المستشار في رئاسة الوزراء عمار ابن معالي حيدر محمود الشاعر والوزيروالسفير السابق وعصو مجلس الاعيان الذي ثارت حفيظته واطلق ثورة مخمليه من رجل واحد منتقدا الحكومات ومتهما اياها بالفساد بعد ان امضى اكثر من نصف قرن مادحا ومطبلا ومزمرا ولم تكن هذه الثوره انتصارا للشعب او للوقوف الى جانبه بعد ان وصل الامر الى حالة من الضيق لا تطاق انما كانت احتجاجا على انهاء خدمات ابن معاليه الذي لم تتجاوز ايام دوامه في السنه اصابع اليد الواحده .. حيث نسي حيدر محمود او تناسى او لحس كل قصائد المديح والثناء وبدأ بمهاجمة الحكومه واتهامها بالفساد متمننا علينا انه شاعرا وكان مشروع شهيد متجاهلا ان ابناء الاردن الذين يسيجون الوطن باجسادهم هم مشاريع الشهداء ولم نسمع منه انتصارا لهم لتخليصهم من حالة الضنك التي يعيشونها.
لكنه رغم كل الانتقادات استطاع حيدر محمود ان ينتصر على الحكومه بثورة الرجل الواحد ويعيد ابنه لعمله مستشارا في رئاسة الوزراء وما زال ما يزيد على خمسة ملايبن اردني يطالبون بابسط حقوق الحياه دون ادنى اهتمام من دولة رئيس الحكومه المبجل ليقدم دليلا يضاف الى آلاف الادله بان دولتنا هي للحيتان واولادهم ونحن فقط وجدنا لخدمتهم وليس لنا الا الفتات

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى