ثلاثية العيد / سهير جرادات

ثلاثية العيد
من الواضح أننا أمام ولادة رواية جديدة تحمل اسم : “ثلاثية العيد” تجمع بين( العيد – الحج – الانتخابات) ،إذ يتزامن موعد إجراء الانتخابات النيابية عقب انتهاء عيد الأضحى المبارك ، وموسم الحج مباشرة .
ميزة هذه الثلاثية ، تلك الغرابة التي تجمع بين مناسبة وطنية تحدد من قبل ” الهيئة المستقلة ” مع العيد والحج أحد أركان الإسلام الخمسة ، وله ممارساته وطقوسه المحددة من صلاة وزيارة للمقابر، وصلة أرحام ، وتفرد الحديث عن ذبح وتوزيع الأضاحي،والاستفسار عن أوضاع الحجاج وترقب وصولهم لتهنئتهم .
المحير في الأمر ، تحديد موعد الاقتراع ، فكما كانت الانتخابات السابقة التي توافقت في التاسع من تشرين الثاني، مع ذكرى” الإرهاب” الذي ضرب عاصمتنا الحبيبة ، جاء موعد الاستحقاق الانتخابي – هذا العام – مع وداع عيد الأضحى وموسم الحج ، رغم انشغال الجميع بتبعيات العيد ومصاريفه ، وسبقها استنزاف جيوب المواطنين بالاستعدادات لموسم العودة إلى المدارس ،وكأن المقصود أن نختبر مدى قدرتنا على الصمود أمام مغريات “المال الأسود” ، إلى جانب انشغال الحجاج بحاجتهم إلى الراحة ليتخلصوا من عناء السفر، ومشقة الحج، والفيروسات التي علقت بهم من تقلبات الطقس .
بالطبع سيستغل بعض المرشحين أجواء العيد، في الدعايات الانتخابية ومضاعفة جهودهم؛ لشرح برامجهم الانتخابية خلال الزيارات “المبطنة” لمضافات العشائر، وللأقارب ، والجيران، والمعارف، بحجة المباركة والتهاني بالعيد ، خلافا لعاداتهم وطقوسهم قبل الترشح ، والبعيدة كل البعد عن مبدأ صلة الأرحام .
هذه الحملات الانتخابية ، بالتأكيد ستفسد طعم العيد على من حسم أمره ، واتخذ قراره باختيار مرشحه أو بالمقاطعة ، وخاصة أننا أصبحنا نفتقد نكهة العيد وجمالياته هذه الأيام ، ورغم العطلة الطويلة لأيام العيد ، فإن المرشحين سيفتقدون الراحة الجسدية والنفسية ، إلا أن هذه الحملات الانتخابية ستكون بمثابة كعك العيد،الذي سيوزع في الاجتماعات العشائرية.

لكن ما يميز ” أضحانا ” هذا العام،أن الناس سيعيشون أجواء الانتخابات، لأن المجالس سيكون محورها، الحديث عن الانتخابات والمرشحين ، والآمال المرجوة منهم ، عدا عن النقد أو مراجعة منجزات المجالس السابقة ، حتى تصل الامور إلى التطلعات المستقبلية للمجلس الجديد.
في كثير من الأحيان يأخذ الحديث جانب تحليل شخصيات المرشحين ، ويذهب البعض إلى تحليل الشخصيات من زاوية الأقدر منهم على حماية الوطن، والتطلع لمجلس تشريعي رقابي يحد من التدخل الحكومي المباشر ، والتصدي لمشاريع القوانين التي تلجأ إلى جيب المواطن لحل مشكلة عجز الخزينة، والبعض الآخر يبحث من خلال تحليل شخصية المرشحين، عن الأقدر على تقديم المكتسبات والخدمات النفعية والشخصية لهم .
ربما أن القضية التي ستأخذ جانبا كبيرا من أحاديث الناس، تلك المتعلقة بالمال السياسي،نظرا للأوضاع السياسية الصعبة في المنطقة، والوضع الاقتصادي المتردي على المستوى المحلي ، ولا نستغرب في المجالس أن يتم استعراض عمليات البيع والشراء ، بعد أن وصل سعر شراء الصوت في مناطق معينة إلى نحو 150 دينارا ، وهو ما يعادل – مع الأسف – سعر خاروف الأضحية المستورد ،وهنا يطفو على السطح مصطلح ( الخاروف السياسي )، إلى جانب خاروف العيد .
أضحى مبارك ، وكل انتخابات وأنتم بألف خير ..
وكل ثلاثية (العيد – الحج – الانتخابات) وأنتم بخير

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى