ثقافة الخسارة / جميل يوسف الشبول

ثقافة الخسارة

عندما نتحدث عن الخسارة فاننا نتحدث عن الضعف وعن الفشل وعن رغبة بتحقيق شيء دون

الخروج من دائرة التمني .

الخسارة لم تكن في يوم من الايام عيبا ان كانت سببا وحافزا للنجاح وتكون مصيبة عندما يصبح

مقالات ذات صلة

طعمها حلوا نتيجة لفساد الذوق وتصبح كارثة عندما تتحول الى ثقافة داخل المجتمع .

لا يمكن لقوي عزيز ان يقبل الخسارة ومن قبل الخسارة في الرسوب في مادة دراسية من مواد

المدرسة ولم يشعر بمر الفشل عليه ان يتقبل الرسوب اخر العام .

يبدو اننا في الاردن قبلنا بالكثير من الخسائر وتذوقنا حلاوتها وحولناها الى انجازات حري بنا ان

نصفق لها فوصلنا الى ما نحن فيه وما زلنا نصفق لكل حالة فشل خصوصا عندما يتحدث عنها الناس

باسهاب .

عشرات الالوف من المطلوبين للتنفيذ القضائي و 11 الف سجين ونتحدث عن انجاز، نسجن النساء

بعد ان ادخلنا مؤسسات تمويل اجنبي استهدفتهن بالقروض ببضع مئات من الدنانير ونتحدث عن

انجاز حتى لو خسرنا كل القيم والاخلاق التي تميز بها مجتمعنا .

كنت ادقق بتعابير وجه مدرب فيتنام خلال مباراة منتخبنا وكنت ارى الكفر بالخسارة في وجه هذا

الرجل فتحقق له الانتصار ونحن لازلنا نطبل حتى بعد الخسارة ، نقول هذا ولا ننسى الانجاز امام

استراليا لكننا لم نذهب للبطولة للفوز في معركة وذهبنا للانتصار في الحرب .

عندما اسمع تصريحا من نائب في البرلمان يهاجم اتفاقية الغاز الاسرائيلي المغتصب بينما الانابيب

تتمدد في ارضنا وفي مراحلها النهائية فاننا نتحدث عن فشل يحاول صاحبه ان يحوله الى انجاز

شخصي له فنقول له انت تملك ان تستقيل من مجلسك ومن المجالس السابقة التي قوننة الاطاحة

بالشعب الاردني .

يبدو اننا اصبحنا نبرر الفشل الصغير بالفشل الاكبر فما قيمة انجاز منتخب ببيع ثروات الوطن وادخال

الاعداء ليعبثوا بارضه وشعبه فمن باع مؤسسات الوطن وترك الدولة بدون موارد وحول العبء على

المواطن والاجيال القادمة لن يشعر بالخسارة بعد ان اسقط الفوز من قاموس الوطن .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى