تويتر .. عشر سنوات من التغريد

سواليف
يواصل عصفور تويتر الأزرق الصغير بعد عشر سنوات من تأسيسه التغريد، ويحافظ على موقع متميز في قطاع التكنولوجيا والثورة الرقمية، لكنه يعاني من صعوبات في زيادة مستخدميه وتوليد عائدات رغم اعتباره رائدا ومؤسسا لوسيلة تواصل جديدة ونافذة.
منذ تأسيس الموقع للتواصل الاجتماعي يوم 21 مارس/آذار 2006، بات تويتر أداة لا غنى عنها للصحافيين والناشطين والمشاهير وغيرهم، غير أنه يجد صعوبات في التوسع خارج فضاء المغردين المخلصين، الأمر الذي جعل أسهم المجموعة الكاليفورنية المؤسسة للموقع في البورصة تتراجع ويغادرها عدد من مسؤوليها، وتقلص عدد موظفيها.

وتعيد استعانة المرشحين الرئاسيين الأميركيين في الانتخابات التمهيدية بموقع تويتر للتواصل مباشرة مع الناخبين في انطلاقة جديدة له -وفق بعض المحللين- حيث يعتبر المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب أفضل مستخدمي الموقع.

وقال المحلل لدى “غلوبال أكويتيز ريسيرش” للأسهم تريب شاودري “ليس من مرشح يعيش ويتنفس تويتر كما يفعل دونالد ترامب” مضيفا “انظروا إلى النتيجة، فقبل ثمانية أسابيع كنت واثقا من أن أيام تويتر معدودة، لكنني اليوم لا أرى ذلك.. أعتقد أن الأسوأ بالنسبة لتويتر قد مضى”.

صانع ملوك
ولا يدعم شاودري ترامب لكنه يوضح مدى فعالية الأداة التي يوفرها موقع تويتر لمن اعتمدها، مؤكدا أنه “مشروع يحمل إمكانات كامنة، تويتر صانع ملوك” وأن “النجاح على تويتر فن وهو فاعل جدا” ورغم أن خصوم ترامب أنفقوا أموالا على حملاتهم تفوق مصاريفه الانتخابية، فقد عادت عليه تصريحاته اللاذعة على تويتر ما يقرب من سبعة ملايين متابع.

d887059b-ea16-4475-b5b3-117f61a99270

ويرى أن الموقع يسمح لـ320 مليون مستخدم بنشر رسائلهم على نطاق واسع بفضل إتاحة تناقل التغريدات وإعادة نشرها، ويجيز جمع المعلومات بشكل آني. وأشار شاودري إلى أن ترامب وإن بدا أحيانا كأنه يبدل موقفه من مسألة أو أخرى، فإن تحليل شبكات التواصل يظهر أن كل ما يفعل الرجل هو تكييف رسالته على أساس ردود الفعل على تويتر.

وفي هذا السياق، قال المحلل في شركة ألتيميتر عمر أختر “أنا شبه واثق أن أغلبية مناصريه (ترامب) ليسوا من مستخدمي تويتر لكنهم يعلمون ما يقول ترامب على الموقع.. هذه الشبكة تملك حياة تتجاوز منصتها، المشكلة أنها تجهل كيفية استغلال هذه الناحية ماديا” مضيفا “شكل تويتر ثورة في طريقة تواصلنا، وبالنسبة إلي أصبح كالكهرباء أو الهاتف، إنه جزء فعلي من حياتي اليومية”.

الحاجة لتعديلات
المحلل في “فلايت فنتشرز كومباني” لو كيرنر أشار من جهته إلى أن تويتر قام “بعمل خارق” عبر إنشاء طريقة جديدة للتواصل، لكنه يبدو راكدا حاليا بدلا من أن يكون حضوره طاغيا. ويرى أن الموقع مطالب بالقيام بإجراء تغييرات وتعديلات عميقة لتحريك اهتمام الناس، معتبرا في الوقت نفسه أن “التعديلات الكبرى تنطوي على مجازفات كبرى”.

وكان تويتر أجرى مطلع العام تعديلات واسعة على فريق إدارته، وعاد أحد مؤسسيه جاك دورسي ليتولى منصب المدير التنفيذي بعد الإطاحة به عام 2008. ومن أولويات الموقع العام الجاري أن يصبح أكثر بساطة، والتطور باتجاه الفيديو بالبث المباشر، وإمكانية إطالة التغريدة المحددة حاليا بـ140 حرفا، بعدما قام الشهر الماضي بتعديلات لتثبيت التغريدات “الأفضل” بأعلى الصفحة رغم وجود اعتراضات.

وخلال عشر سنوات من عمر تويتر، نشر عددا من التغريدات التي أعيد نشرها بكثافة بحيث انطبعت في مسار التاريخ. ومن أمثلة هذه التغريدات، كتب رائد الفضاء مايك ماسيمو في مايو/ أيار 2009، من مدار الكرة الأرضية، التغريدة الأولى من الفضاء “في المدار: كان الإطلاق رائعا! أنا بصحة ممتازة وأعمل بكد وأستمتع بالمشاهد المذهلة، مغامرة حياتي بدأت”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى