تنهيدة / وفاء يوسف الشلول

تنهيدة تفجر الرئتين وغصّة تشُقّ الصدر، وبعد
سأعود إلى حُجرتي المنسيّة ….💔
سأرجع لانتقاء الكلمات السوداوية من سردابي المخفيّ ، وأتلو على نفسي غمائم تزدري وجودي ، تملئ كياني ، وتجبرني على الرضوخ ……
لا شيء قد يكون أسوأ من الخواء ….، بل هناك ….، إنه احتضاني للجروح والتجذّر في عمقها لأراها تربت على ضعفي وترمِقني بشفقة….😞
رغبة شرسة في الصراخ والعمل على انتفاضة تنتشلني من هذا الوهن …
وأتذكر أن من تخلله الضعف حتى أعماقه السحيقة فلن تتسع سماء صدره لفرحة …
فرحتي مجرد لحيظات ….
تكون كلثم قلبٍ مثقوب خاوٍ تسربت منه كل انواع المشاعر فقط ؛ لتستدعي نبضه وتحرقه من جديد ….😢
نياط القلب قُطعت ونسيني الموت …..
ربما هي وحشة الانتظار فكل مدمع يسأل أخاه متى رحمة…. ليجد فيضه أغرقه هو الآخر، فيصرخ بعالي الصوت مولِّدا دمعة يتيمة لا تدري متى الإياب ويحتضنها كفن المناديل ….
دمعتي تلهث وراء موتها وتسابق العمر إليه ولكن لا جدوى من اللحاق إذا كان الفرار عقيماً ، فكأنما تركض من الرحم إلى اللحد .
سأعود لظلمتي لموتي البطيئ ، لأعُدَّ على قلبي أضرحة الخيبة وقتلى المشاعر وانسى قاتلهم واتذكر المجزرة فقط ….
هذه واسعة غاباتي ، هذا ما حُرق من صبري
هذا عالمي الذي استوطنته لزمنٍ لا متناهٍ من البعد ، احتضنني ، عذبني ، ولكنّه مقرٌ آوى كل انكسارتي واستقبل برحبة شظايا الروح ، لا يمكنني نكر فضائله .
وطني له ولاءٌ من نوعٍ خاص …

اظهر المزيد

‫5 تعليقات

  1. دام نبض قلمك أستاذة وفاء، من روعاتك هذه التنهيدة، وأرجو أن تستبدليها بزغرودة فرح وأمل وبشرى، وأنت تتألقين أدبيا، وترتقين علميا، ورفعة وخلقا….. بنتي كل أماني التوفيق أرجوها لك، لقلبك السعادة ولروحك السلام.

    1. ودام الصخب يملئ كلماتكِ كعبق المسك المنثور المعشّق بالحبر العريق من قلمكِ الجيّاش …
      دُمتِ بألق معلمتي وخليلة الروح ودام التميز الوارف عندكم نهراً يوردنا ويسقينا عذب الإبداع كما تترنخ الأرض العطشى ..
      إنَّ العلم حكرٌ على من هم في هذه المكانة من السموّ والرفعة والخلق الجميل دستورٌ تمشون عليه أنتم أصحاب منابر الكتابة والأدب .
      دام قلبك ثكنة السعادة الأبدية ودامت الفرحة تحط رحالها عند ثغرك وتدع الآخرين يغرقون في بحرٍ عميق 😍♥🌸
      دكتورة ماجدة بني هاني

  2. وفاء ….. لمثلِ هذيانكِ ينحني لهُ المساء ، ويرمق قلمكِ بمقت الغيرة ، فيال حظه وسعده ، يتراقص بين أنامل هذه الأديبة….
    دُمتِ بوِد ومسرّة عزيزتي 🌸

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى