حين يخذلنا الصمت / أحمد المثاني

حين يخذلنا الصمت

.. مثلما يخذلنا الكلام في بعض المواقف .. و تكون الفضيلة للصمت .. بعد أن نكون قد أدركنا أن الصمت من ذهب ، و لا طائل مرتجى من كلام .. و يستولي علينا الأسف و الندم ..
كذلك ، و في مواقف أخرى ، يخذلنا الصمت ، و نكون كالشيطان الأخرس ..
تخطىء البنت و يخطى الولد من بناتنا و أبنائنا .. فنصمت .. و نتغاضى .. فيتمادى المخطىء في غيه و ضلاله .. و تنفرج زاوية الإنحراف ، حتى تستعصي على الإصلاح و المعالجة .. عندها نستشعر أن صمتنا قد خذلنا .. و خرجت الأمور من أيدينا ..
فنخسر أبناءنا و بناتنا ..

يخطىء الزوج أو الزوجة .. فيصمت الآخر .. و يتغاضى .. حتى تصل الأمور إلى طريق مسدود .. فتقع الكارثة ..
كذلك يخطىء الموظف أو المرؤوس فيصمت الرئيس .. و يتغاضى في موضع التنبيه .. و الارشاد .. فيسرف الموظف في خطئه أو فساده ، فتقع المصيبة و تستعصي على الإصلاح .. فتخسر المؤسسة و يخسر العمل .. حينها ندرك أن صمتنا قد خذلنا .

تصمت الشعوب و تستكين ، و لا يعلو صوتها على جلادها .. فتموت إرادتها .. و تستكين و تستمرىء ذلها و هوانها ..
لا بل يجعل الظالم من أهلها من يحدثها عن فضائل الصمت و السكوت .. و يحذرها من شرّ الكلام .. و الموت الزؤام ..
و لا يسمع الظالم إلا صوته ، و هو يرى رقابا محنيّة .. و رؤوسا يلفها صمت المقابر ..

مقالات ذات صلة

#عبرة : حتى الحيوانات العجماوات ، إذ تساق للذبح ، تخرج عن صمتها .. و تصيح

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى