تغريبة السمسمية
انطلق ابناء السمسمية المُعطلين عن العمل من ثغر الاْردن الباسم باتجاة عمان وبالتحديد الى الديوان الملكي ليس لمشاهدة مباراة كرة قدم لناديهم نادي العقبة ولا لأخذ صور تذكارية ولا لتقديم فقرة طربية لتراث العقبة ولا لطبخ أكبر طبق صيادية في العالم لدخول كتاب جينس للأرقام المشلتخه..
شاء القدر ان تكون هذه الحملة من مدينة العقبة ليست من السلط ولا من عجلون ولا معان ولا اَي محافظة أخرى من محافظات المملكة محدودة الموارد .
وأنما من العقبة ….عقبة المنطقة الاقتصادية الخاصة ..
عقبة الامتيازات …
عقبة الخير ….
عقبة محطة توليد العقبة الحرارية …
عقبة الاستثمارات الهائلة….
عقبة الصوامع التي عاندت التكنولوجيا ورفضت الرضوخ الا بعد محاولات عديدة ومُحكمة إستسلمت بعدها الى ماكنة الجشع وتلفظت انفاسها الاخيرة …
انطلق الشباب باتجاة الطريق الصحراوية سيراً على الأقدام لا يحملون الا الأمل في الحصول على وظيفة تحفظ لهم عيش كريم …. وظيفة تفتح لهم الأمل في بناء أسرة … او ربما وظيفة ليقيت بها والديه او اخوته .
منظر مؤسف جداً ان تكون مقيم بجانب بئر ماء عذب والعطش يقطع أوصالك … منظر محزن ان تكون بين هذا الكم الهائل من الاستثمارات ولا يوجد في جيبك ما يسد جوعك ….
هذا هو حال هؤلاء الشباب وهذا هو رد الشباب على مبادرات عصير راني والبيتيفور ومؤتمرات لندن ومؤتمرات دافنشي، السير على الأقدام في ظروف جوية صعبة لعل وعسى ان تتحسن ظروفهم .
العرب زمان كان ترتحل وتنتقل من مراح الى مراح طلبا ًللماء والعشب ….
عندنا وفي هذا الزمان زمن الروابدة والبخيت والنسور والكباريتي وأبو الراغب والملقي والرزاز يحصل العكس،
انت بين الخيرات والاستثمارات لكنها ممنوع أن تمد أيدك ومحرمه عليك…. وترتحل إلى القحط والجفاف .
