تعرّف على صوفيا كوبولا ابنة عبقري Godfather

سواليف

قليلات هن اللاتي نجحن في إثبات موهبتهن في مهنة الإخراج بهوليوود، واستطعن المنافسة بقوة في هذا المجال الذي يسيطر عليه الرجال تقريباً، وواحدة من هؤلاء هي المخرجة الأميركية صوفيا كوبولا، التي رغم مسيرتها الإخراجية التي لا تتضمن إلا 6 أفلام روائية طويلة، فإنها نجحت في إثبات نفسها كواحدة من أبرز مخرجي ومخرجات جيلها.

في هذا التقرير، نقوم باستعراض أهم المحطات الفنية في حياة كوبولا، التي يعرض مهرجان “كان” من 17 إلى 28 مايو/أيار 2017 أحدث أفلامها، حيث تتنافس به على جائزة السعفة الذهبية (Palme d’Or).

ابنة مخرج شهير

يقول المثل الشعبي: “ابن الوز عوام”، وفي هذه الحالة ابنته أيضاً، فكوبولا هي ابنة المخرج الشهير الحائز للأوسكار، فرانسيس فورد كوبولا، صاحب ثلاثية The Godfather، والذي تعلمت منه كوبولا الكثير، خاصة أنه كان يصطحبها دائماً إلى مواقع تصوير أفلامه المختلفة.

كما كان يستعين بابنته كثيراً وهي صغيرة للظهور ممثلة في عدد من أفلامه، إذ شاركت بـ3 أدوار مختلفة في الثلاثية، لعل أبرزها هو ابنة مايكل كورليوني في الجزء الثالث.

فشلها في التمثيل قادها للإخراج

رغم أنها بدأت حياتها الفنية في التمثيل، إلا أن تعرضها لانتقادات شديدة على أدائها، خاصةً في فيلم The Godfather Part III الذي نالت عنه جائزة أسوأ ممثلة مساعدة في جوائز التوتة الذهبية (Golden Raspberry Awards)، جعلها تقرر إنهاء مسيرتها كممثلة بعد أن أثبتت عدم نجاحها في هذا، وبدأت في السعي نحو مسيرة أخرى بمجال الإخراج مثل والدها.

كان أول أعمالها هو فيلم قصير بعنوان Lick The Star عام 1998، أتبعته العام التالي بأول أفلامها الروائية الطويلة The Virgin Suicides، من بطولة الممثلة كريستين دانست، والذي لاقى إشادة كبيرة من النقاد في مهرجان صاندانس.

موعد مع الأوسكار

في عام 2003، قدمت كوبولا ثاني وأهم أفلامها وهو Lost in Translation من بطولة كل من سكارليت جوهانسن وبيل موراي، والذي قامت بكتابته كذلك، حيث نال الفيلم العديد من الجوائز المهمة، من ضمنها جائزة الغولدن غلوب كأفضل فيلم كوميدي/موسيقي.

وفازت كوبولا عن الفيلم بجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو أصلي ورُشحت أيضاً لجائزة أفضل مخرجة، لتصبح ثالث امرأة تُرشح لجائزة الأوسكار في الإخراج، وثاني امرأة تفوز بالأوسكار في السيناريو الأصلي.

تاريخ طويل مع “كان”

يعود تاريخ كوبولا مع المهرجان السينمائي الأشهر إلى سنوات طفولتها، وتحديداً إلى 1979 عندما كان عمرها 8 سنوات تقريباً، حيث أحضرها معه والدها خلال أحد المؤتمرات الصحفية الخاصة بفيلمه الشهير Apocalypse Now؛ لأنه رأى أنه لو أحضر معه طفلته، فلن تهاجمه الصحافة بعنف، حسبما ذكرت في حوار معها.

بعد سنوات طويلة، عادت كوبولا إلى “كان” مع والدها في عامي 1996 و2001، إلا أن عام 2006 كان محورياً في حياتها المهنية، إذ شهد مهرجان كان عرض فيلمها Marie Antoinette الذي قامت ببطولته الممثلة كريستين دانست، والذي لم يلقَ الاستقبال المناسب من الجمهور كما تخيلت.

وعادت إلى المهرجان مجدداً عام 2013 بفيلم آخر هو The Bling Ring، من بطولة الممثلة البريطانية إيما واتسون، والذي افتُتحت به مسابقة Un Certain Regard أو “نظرة ما”، وفي العام التالي جاءت إلى “كان” مرة أخرى، ولكن كأحد أعضاء لجنة التحكيم.

منافسة قوية على سعفة “كان” 2017 الذهبية

من بين 19 فيلماً تنافس كوبولا على جائزة السعفة الذهبية في الدورة الحالية من مهرجان كان، بأحدث أفلامها -وهو السادس في مسيرتها في الإخراج- وهو فيلم The Beguiled، يعد أحد أقوى المنافسين على الجائزة العريقة.

وقد تم عرضه منذ أيام قليلة، ونال إشادة كبيرة من النقاد، بحسب مواقعThe guardian وTelegraph.

ويحكي الفيلم مدرسة للبنات خلال زمن الحرب الأهلية، والتي يلجأ إليها جندي مصاب للعلاج، فيتسبب في إثارة أزمة للفتيات اللاتي يتنافسن على الفوز به.

يضم الفيلم نجوماً من الصف الأول في هوليوود؛ مثل: الأسترالية نيكول كيدمان، والإيرلندي كولين فاريل، والأميركية كريستن دانست، والأميركية إيل فانينغ، والفيلم مبني على رواية شهيرة للكاتب توماس بي كولينان.

زوجان في حياتها

التقت كوبولا زوجها الأول المخرج الأميركي سبايك جونز في عام 1992، وبعد سنوات من علاقة حبهما، تزوجا في عام 1999، حتى حدث الانفصال عام 2003، وقيل إن إحدى شخصيات فيلمها Lost in Translation مستوحاة منه، وهو الأمر الذي لم تؤكده أو تنفيه كوبولا.

في عام 2011، تزوجت كوبولا بالموسيقي الفرنسي توماس مارس، الذي التقته المرة الأولى في أثناء عملهما معاً على موسيقى فيلمها The Virgin Suicides، وقد أنجبت منه طفلتين: واحدة منهما تدعى رومي، كنوع من الإشارة إلى شقيقها رومان، والأخرى اسمها كوزيما.

بعيداً عن حياتها في السينما، كوبولا منخرطة كذلك في مجال الأزياء، إذ بدأت مسيرتها فيه أوائل التسعينات كعارضة أزياء، وفي عام 1998 أطلقت خط أزياء مع بعض أصدقائها موجهاً خصيصاً لليابان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى