تعددت الروايات في “عنجرة” .. والحكومة باتت أمام إختبار حقيقي

سواليف: غيث التل

لم تستدل الستارة بعد على احداث عنجرة التي شغلت الرأي العام الأردني على مدار ثلاثة أيام كاملة، ولم تنتهي الحكاية بدفن الشاب صقر الزغول الذي قضى ضحية هذه الأحداث فقد امهل أهالي عنجرة الحكومة عشرة أيام للتحقيق بالقضية والكشف عن قاتل ابنهم كائناً من كان لينال جزاءه العادل وفق ما يؤكد الأهالي بأن هذا هو مطلبهم الأهم والوحيد.

الرواية الأمنية الوحيدة حول الحادثة والتي لم يتبعها اي توضيح رغم تطور الأحداث بشكل لافت كانت كما جاءت بالبيان الأمني بداية الحادثة بأن شابان رفضا ابراز هويتهما لدورية أمن وقاوما رجال الأمن واتصلا بمجموعة اخرى قامت بالإعتداء على الدورية واطلاق النيران ومهاجمة الدوائر الحكومية

فيما ينفي الشابان اللذان حدثت معهما القصة هذه الرواية ويؤكدان بأنهما قاما بإبراز اوراقهما الثبوتية لدورية الأمن التي قام افرادها بتفتيش المركبة ولم يرفضا ذلك وانه وعندما طلب منهما النزول من المركبة رفضا فانهال عليهما رجال الأمن بالضرب غير المبرر وتم اقتيادهما للمركز الأمني والاعتداء عليهما هناك وفق روايتهما وان الأهالي خرجوا ليشعروا الأمن بضرورة الإفراج عن الشابين الذين تم اعتقالهما بدون ذنب لتتطور الأمور بعد ذلك لاطلاق نيران وغضب عم القرية لثلاثة أيام كاملة كانت عصيبة وصعبة على الوطن بأكمله.

رئيس بلدية عجلون المهندس حسن الزغول اكد ان بيان الأمن العام الذي اتهم الأهالي بالفوضى والخروج على القانون وأصدر الأحكام قبل بدء أي تحقيق كان الشرارة التي اشعلت الأوضاع مؤكداً انه لو ترك الأمر لوجهاء عنجرة في ذلك الوقت لحلت الأمور قبل ان تتطور لما آلت إليه.

اللافت في الأمر الغياب الكلي لمحافظ عجلون ومدير شرطة المحافظة بل غياب الداخلية بأكملها ابتداء من رأس هرمها وهو ما نقله النائب كمال الزغول عندما اعلن في مجلس النواب انه قام بالإتصال بوزير الداخلية عدة مرات إلا ان هاتفه كان قد اغلق.

وفي الإتجاه المعاكس رأى وزير الداخلية سمير مبيضين ان رجال الأمن تحلوا بأعلى درجات الانضباط وانه لولا انضباطهم لحدثت مجزرة في البلدية، تصريح الوزير لم يمر مرور الكرام بل اعتبره اهالي عنجرة اتهاماً آخر لهم بأنهم هم من افتعل المشكلة وطورها.

مرت الليالي صعبة على الجميع قبل ان يتدخل العقل ويعلن أهالي عنجرة عن بادرة حسن نية تمثلت في تهدئة الأمور وقبول دفن ابنهم شريطة ان تلتزم الحكومة بعشرة ايام لتعلن بعدها نتائج التحقيق ويأمل الأهالي ان لا تقوم الحكومة بالمماطلة والتسويف في هذه القضية وان تكون جادة صارمة مع اي شخص كان له يد في اختطاف حياة ابنهم صقر الزغول.

تشييع الجثمان يعبر عن حال الأهالي

لم يكن تشييع جثمان الشاب الزغول عادياً فقد خرجت عنجرة عن بكرة ابيها للمشاركة به عدا عن القادمين من مختلف المدن الأردنية وقد حملت مجموعات من المشيعين يافطات طالبت برحيل الحكومة وهتفوا بضرورة محاسبة الفاسدين وتغيير السياسات الحكومية والأمنية وهو مايعبر عن حالة اليأس والإحباط التي وصل لها قاطنوا هذه البلدة الجميلة جراء التهميش المستمر لهم ولمدينتهم من قبل الحكومات المتعاقبة فلا فرص للعمل ولا مشاريع انتاجية ولا بارقة أمل بتغير الحال.

عنجرة تمثل معظم المدن الأردنية وقد دقت جرس الإنذار في وجه رئيس الحكومه وفريقه الوزاري الذين باتوا مطالبين بإجراء مراجعة شاملة لكل سياساتهم في التعاطي مع المحافظات والأرياف كما أن الحكومة مطالبة بشدة بإعادة النظر في آلية التعاطي الأمني مع المواطنين وقد قرعت عنجرة الجرس فهل يستعشر المسؤولون هذا الأمر ام يصمون آذانهم كما فعل سابقوهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى