” تصفية حسابات ” سياسية من خلال الدراما التلفزيونية ورسائل مشوشة من خلال فواصل دعائية | سواليف

سواليف _ ديما الرجبي

لم تكن هذه الدورة البرامجية التي تتصدر القنوات المتلفزة الأوفر حظاً أو الأكثر توازناً بطرح القضايا ، فها هو اليوم الثالث من شهر رمضان الكريم يكاد ينقضي ونماذج البرامج ومحتواها لا يتعدى ” تصفية حسابات ” بين دول الشرق الأوسط ، مع الأخذ بعين الإعتبار ان الإعلام المرئي أولى أدوات الحرب والتوجيه في العالم أجمع، إلا أن الإخفاق الذي حققته بعض النصوص إن لم يكن جميعها تستدعي الوقوف على أبرز ما جاء بها بمدة زمنية قد لا تُنصف نقدها ولكن من منطلق ” المكتوب مبين من عنوانه ” يبدو ان الحرب الإعلامية “إشتد وطيسها”، من خلال الوجوه صاحبة الجماهرية الكبرى وذلك للتأثير النفسي في طرح القضايا وتقبلها لدى المتلقي .

الهيبة

يعود مسلسل الهيبة بجزئه الثاني بعد ان حقق نجاحاً باهراً بالجزء الأول ، ” الهيبة ” المثير للجدل والذي يدور حول ” عشائرية” القرى اللبنانية وسطوة المتنفذين في هذه المناطق ودور الأمن الهامشي أمام ” عصابات” صنعت مجدها وأثبتت تواجدها ، بدأ بجزءه الجديد بإعادة سيناريو ما قبل الهيبة 1 ، بذكر جميع التفاصيل التي أدت إلى خلق ” الثأر ” بين أبناء العمومة والأقرباء والمرادفين بقوتهم أمام ” بيت الجبل ” ، تلك التفاصيل تتيح الفرصة أمام المتلقي بالإعتقاد بأن ” الأحزاب ” تتشكل من خلال حجم الرصاص الذي يصيب الهدف والحاشية لا تأتي إلا بإشباع البطون وترهيب القلوب ، والقانون ليس له ” بطولة ” في ظل ” الهيبة ” التي أقنعت جماهيرها بأن البقاء للأقوى والقانون شرعه صاحب الصوت الأعلى .
تلك الإسقاطات السياسية التي خلقها مخرج المسلسل سامر برقاوي هي رسالة إلى العالم العربي قد يكون مفادها ” الهيبة” لمن لا يخشى القانون ولا يحيد عن قانونه الخاص .

ابو عمر المصري

مسلسل مأخوذ عن رواية ” أبو عمر المصري ” للكاتب عز الدين شكري فاشير، يشارك في البطولة أحمد عز وأمل بوشوشة ومنذر رياحنة ، سيناريو وحوار مريم ناعوم ، وإخراج أحمد خالد موسى، يبدأ المسلسل بقضية ” إنسانية ” وهي محاربة ما يسمى ” مافيات ” المحاماة وخلق تنظيم من خلال المحامي ” فخر الدين ” يساعد المحتاجين وينصف المظلوم مما يثير إستياء ” قادة ” في الأمن وبالتالي يأمرون بتصفيته ويغادر بعد محاولة إغتياله إلى السودان ومن هنا تبدأ الأحداث والرسائل السياسية تتجلى بإلصاق تهم الإرهاب للتواجد المصري في السودان وقبل ان تبدأ الحلقة الثالثة لليوم أصدرت السودان أمراً بإستدعاء سفير مصر إحتجاجاً على أحداث هذا المسلسل والتي إعتبرته ” عمل مسيء للشعبين أساء بوجه خاص للوجود المسالم للمواطنين المصريين بالسودان، الذين هم موجودون بعلم السلطات المصرية وفقاً لاتفاق تسهيل حركة المواطنين بين البلدين”.
الإسقاطات التي لم تبدأ بعد في المسلسل ولاحظتها السودان وإستاءت على أثرها تشي ” بقوة ” العلاقات المصرية السودانية .

دعاية سيدي الرئيس ودجاج الوطنية

لم تمضي ساعة على بدء دعاية شركة زين الرمضانية ” سيدي الرئيس ” إلا وانتقدها أغلب المتابعين إذا لم يكن جميعهم ، الظاهر لهذه الدعاية هو ” التركيع ” العربي والإستماتة لإرضاء ” الرئيس ” من خلال القضية التي جسدها طفل ذهب ليحظى بمباركة ” الأصهب ترامب ” للإفطار في القدس وإجتمع ثلة من القوى السياسة ذات الأيدي الحمراء ، ليجسدوا جانباً من ” نفوذهم ” السياسي للوصول إلى الأقصى وهو ما وقعت به ” شركة زين ” بينما حاولت جاهدة ان ترسل رسالة سلام من خلال تلك الأدوار بينما حقيقة الأمر هو الواقع السياسي للشرق الأوسط امام تلك الوجوه التي رافقت دموع الطفل الفلسطيني وهو ما يعتبر سقطة ” عربية ” في أداء الرسالة التي لا نستطيع أن نصفها إلا ” بالساذجة ”

بينما يستمر الداعية عمرو خالد بفقدان شعبيته من خلال عدة مواقف سجلها عليه الإعلام وتكشف من خلالها لمحبيه سابقاً ليأتي بدجاج ” الوطنية” المحلي المصري ليدعو من خلاله إلى الهداية والتلذذ بشعور الراحة وأنت ذاهب إلى الجنة ؟؟؟
ومع تحفظنا على الهبوط القاسي في هذا الأداء الدعائي لعمرو خالد ، لكن ألم يشعر الداعية بأن ” الفراخ ” ليست بمتناول الجميع من المصريين نظراً للأوضاع الإقتصادية في مصر المحروسة ؟ وهو ما يثبت ان هذه الدعاية موجهة للنخبة التي لطالما تغنى بها عمرو خالد .

لا نستطيع إدراج جميع عناوين الدراما المعروضة على الشاشات وابراز هشاشتها ورسائلها المشوشة ولكن نستطيع أن نقول بأن الشرق الأوسط يصفي حساباته السياسية من خلال المرئي والمسموع وهو ما يعتبر ” رخص ” في التعاطي مع الواقع الدامي الذي يعصف في أركان الدول العربية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال رائع للرائعه ديما الرجبي ..لو أن اعدى اعداء الامه انتجت اعمال من افلام ودراما لتسئ لهذه الامه لتفوقت اعمال الحاقدين من هذه الامه عليهم ماذا جرى لهؤلاء ..السودان بلد عربي شقيق شعبه من اطيب الشعوب العربيه يمتاز بالطيبه والتهذيب عميق الثقافه لماذا يصر بعض الصغار على الاساءه له انها اساءه مدفوعة الاجر ….اين منا حرب البسوس مما يجري اليوم يخربون بلادهم بأيديهم حتى يستمروا ويرضى عنهم اسيادهم

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى