كاميرا تركض،دخان كثيف، جرحى محمولين على الأكتاف ، قنابل مسيلة للدموع،مواجهات شرسة، شبّان يلقون الحجارة ويهربون، نساء تبكي..صور سريعة تلتقف نظر ابي يحيى وهو يزمّ شفتيه الماً أحياناً، وأحياناً أخرى يعضّ على طرف شماغه غضباً وعجزاً..مطلقاً سيلاً من التشكتشكة وعبارات المواساة ..وبعض الرشقات المتقطّعة من مضادات الصبر: لا حول ولا قوة الا بالله، حسبي الله ونعم الوكيل، ما بعد الضيق الا الفرج..ثم يشعل سيجارة مسيلة للخنوع ، و يستند قليلاً ويطوي فروته تحت كوعه الأيمن نافخاً شدقيه بالهواء الممزوج بالقهر والإحباط والدخان مراقباَ ما سيقوله أحد المراسلين…*ابو يحيى: ذبوحهم ملاعين الحرسي..ذبحوهم!!…يصمت قليلاً وعيناه مصلوبتان على شاشة التلفاز ثم يتابع : دوك يابا…دوك..الناس دماياها حماياها!!…وين العالم عنهم؟…شلاش يعدّل من جلسته قليلاً ويقترب من ابيه لكي يوصل له معلومة ما…*شلاش منادياً : يابا…*ابو يحيى: دوك، دوك…هاظا استشهد من شيلته مبين شهيد….*شلاش رافعاً صوته: ياباااا!!!….ابو يحيى مثبّتاً حواسه الخمس في مربع الشاشة مستغرقاً بفظاعة الصور وبوسائل القمع..ولا يأبه بنداء شلاش..*شلاش من جديد : يابااااااااا!!!*ابو يحيى: بوّ الي ينفخ جلدك مالك؟.شلاش: هاي الصور مش لغزة…ابو يحيى: لعاد لمين؟شلاش: هاي مظاهرة بدولة عربية ،طلعوا مشان غزة ، وتصادموا مع شرطتهم …ابو يحيى مغطياً رأسه بفروته : يا هملالي يا غزة… اطفي الضو ونام يابا…***وبعد ثوانٍ من بدء العتمة، ارتفع من تحت الفروة صوت نشيج ونحيب…احمد حسن الزعبيahmedalzoubi@hotmail.com
أقرأ التالي
أرشيف مقالات أحمد الزعبي
2021/01/08
السياج والمزرعة
خبر رئيسي
2020/12/26
قبل أن تدموا حناجركم..
أرشيف مقالات أحمد الزعبي
2020/12/25
من أجل كمامة
منع من النشر
2018/01/07
رنين مفاتيح الجنّة
منع من النشر
2018/01/06
من اللخمة
2021/01/08
السياج والمزرعة
2020/12/26
قبل أن تدموا حناجركم..
2020/12/25
من أجل كمامة
2018/01/07
رنين مفاتيح الجنّة
2018/01/06