ترمب وعنكبوت الشرق الاوسط / هبه أحمد أبوالرب

ترمب وعنكبوت الشرق الاوسط

كعنكبوت يقف على اطراف خيوط منزله يراقب من بعيد صاحب الغرفة الجديد , يتأمله هلعاً مراقباً كل تفاصيله و تصرفاته محاولا معرفة من يتوقع ان يكون أحد أسباب نهايته , منتظراً تلك اللحظة بقرار الاخير الأستقرار , بعد قيامه بحملة نظافة لأرجاء غرفة سيكون بعدها بيته وحياته ثمناً لها
كعنكبوت يملك بيت واهن ضعيف نقف اليوم نراقب رجل يدخل بيت لا يعنينا في دولة لا تعنينيا , متأملين كل تفصيل يخصه .
نبحث في ماضيه وحاضره نقرأ عن فضائحة , نتأمل شكل عائلته , نعرف تاريخ أسرته , حتى أننا سنجد بسهولة معلومات مدروسة حول ماترتديه زوجته
ننظر له مستمعين لنيته بتنظيف بيتنا , وأنهاء استقرارنا , بالرغم أنه لن يسكن حتى غرفتنا .
كان عشنا كبيرا , لم نكن نملك بيت عنكبوت فقط , كنا نملك البيت كله , الحي كله .
كمستعمرات , وقبائل كانت مساكننا تسبب الرعب لكل من يفكر الدخول او الاقتراب من مخادعنا .
ليس كحشرة ( بل كقوة العنكبوت الكبيرة السامة التي تؤذي كل ماهو مؤذي بالنسبة لها ) , لكنها تملك بيتا يستدعي الكل لرؤية جماله .
حتى جرت العادة الغريبة التي تنتشر تماما كما تنتشر اليوم حقا بين العناكب ( الخيانة ) .
فكما تقتل انثى العنكبوت زوجها بعد الزواج , قتلنا كل من قرر أفناء عمره من اجل بيتنا .
اصبح من يقرر السعادة طريقا ابتعد كثيرا عن فكرة الأستقرار معنا ولنا .
أصبح اولادنا كأولاد العنكبوت , أما أن يرثو الخيانة , أو ينشؤون خائفين من خيانة يرونها تملأ بيتهم وأساسها أمهم ومدبرة أمور منزلهم.
الخوف , الضعف , الكثير من الظلم , والقليل من الحياة .
الخلطة التي القت بنا هناك على أطراف العالم , حشرة يعتبر بيتها وسخاً يستحسن ازالته .
نقف متأملين , منتظرين ,,, لا أدري ماذا ؟؟
لكن ربما لتلك القرصة التي ستستطيع تحويل الواقع وتحويل الكثير مما بداخلنا لسبايدر مان ( ذلك الرجل العنكبوت ) , الذي سيتطيع على الأقل الأيمان بنفسه وتقديره لقوته التي تستطيع حماية منزله .
فداخل كل أحد فينا سبايدر مان , يؤمن ان القوة لا تنشرها سوى قوة السلام , وبان خيوط روحنا ليست اقل شئناً من تقيد اعدائنا , لكنها بنتظار قرصة صغيرة تستطيع احياء كل قوة فينا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى