تربتتي تربتتو
د.سعيد المومني
تتجدد في هذه الأيام قصة قديمة ، تقول أن محامٍ بارع أراد أن يبرىء موكله المتهم في جريمة نصب و احتيال فلقنه هذه تعويذة ليرددها يوم المحاكمة التي استعد لها القاضي ليحكم بالعدل ، فسأل المتهم عن اسمه ، فأجاب : تربتتي تربتتو !! ثم سأله عن عمره ، فأجاب المتهم : تربتتي تربتتو !! القاضي : ما هو عنوانك ؟ المتهم : تربتتي تربتتو !! القاضي : لماذا أنت هنا ؟ المتهم : تربتتي تربتتو !! و عليه حكم القاضي بإطلاق سراحه بسب الجنون ، وعندما طالب المحامي البارع بأتعابه من المتهم ، أجابه المتهم : تربتتي تربتتو !! فضاعت حقوق الجميع عدا ” تربتتي تربتتو ” .
عندما توجه أحد المواطنين و سأل أحد النواب المخضرمين هل أنت مع السلام ؟ فأجابه : تربتتي تربتتو !! فقرر المواطن أن يتواقح و يسأل : هل أطلعت على نص إتفاقية السلام كاملة ؟ فأجابه سريعاً : تربتتي تربتتو !!
عندها قرر المواطن الذهاب لأحد الإسلاميين المعارضين لعله يجد وسيلة لفهم ما يجري و أقسم له بالقرآن و الأنجيل أن سؤاله بريء : هل يجوز لسياسي إسلامي أن يصلي الفجر ثم يكذب ؟ فتألقت الأجابة في : تربتتي تربتتو !! ثم سأل : ما هو تفسيرك لغايبكم عن جلسة إقرار اتفاقية وادي عربة عام ١٩٩٤ و كان الغياب يفسر حسب الدستور لصالح الأتفاقية آنذاك ؟ فأجابه بثقة : تربتتي تربتتو !!
المواطن عزم على المضي قدماً في فهم ما يدور و الذهاب لطرق باب الحكومة لعلها تروي ظمأه في فهم المستقبل ، فسأل : يا أصحاب الدولة و المعالي أنا مواطن فقير و أريد أن أطعم أولادي و أطمئن على مستقبلهم ، لماذا لم ينتعش الأقتصاد بعد اتفاقية السلام كما وعدتم ؟ فأجابوه بصوت واحد : تربتتي تربتتو !! فسأل : هل ما زال هنالك أي أمل من الاتفاقية بعد اعلان القدس عاصمة لأسرائيل ؟ فأجابوه بصوت مزلزل : تربتتي تربتتو !! طيب بربكم آخر سؤال ، هل الباقورة و الغمر أردنية أم يهودية ؟ فأجابوه : تربتتي تربتتو !!
عاد المواطن فيما كانت القرية تنتظره لتفهم منه ما حدث ، و سألوه : هل عدت لنا بإجابات عن مستقبل الوطن ؟
نعم ، ” تربتتي تربتتو ” !!
لا تتعبوا أنفسكم في البحث عن معناها في القواميس لأنها بلا معنى ، و لكن يمكنكم أن تفسروها للمعنى الأقرب لقلوبكم و عقولكم .
