ترامب وايران .. تصعيد يعجبنا / عمر عياصرة

ترامب وايران .. تصعيد يعجبنا

دعونا نعترف ان التوسع في الدور الاقليمي لإيران، ثم توحش مهماتها خارج حدودها، وبالتالي تهديدها وجود انظمة عربية بعينها، لم يكن ليأخذ دفعته القوية لولا التراخي الاميركي في التعامل معها، ولا سيما بعد توقيع اوباما للاتفاق النووي معها.
في السابق كانت الجماهير العربية -بعيدا عن الانظمة- تتعاطف مع طهران عند اي تصعيد مع الولايات المتحدة الاميركية، لكننا اليوم بعد السلوك الايران الاجرامي في العراق وسوريا واليمن، لم يعد بوسعنا الا ان نرحب بعودة «العين الحمراء» الاميركية من خلال مواقف ترامب الجديدة.
نرغب بشدة في الحد من الدور الاقليمي لإيران في المنطقة، ونرغب كذلك في وقف هدير غرورها الممتد لعواصم عربية، لكننا بالمقابل ندرك ان النظام العربي الرسمي الحالي عاجز عن ذلك، وهذا عيب كبير نعترف به، ونخجل امامه.
لذلك مواقف ترامب الجديدة تجاه ايران، وتصعيده المحتمل نحوها تعجبنا، ولا نشعر انه موقف خائن ابدا، فكذبة الممانعة لم تعد تنطلي علينا.
زد على ذلك، انه رغم ادراكنا بأن حكومة نتنياهو ستشجع تصعيد ادارة ترامب ضد ايران، وانه من المؤلم ان نسلك ذات السلوك؛ لأن قناعتنا التي لا تتبدل تجعل اسرائيل عدونا الاول والاوحد، لكن ملالي ايران بسلوكهم الطائفي المتوحش لم يتركوا ملاذا لنا.
اردنيا، وضمن مصالحنا الامنية الاستراتيجية العليا، نكاد نكون معنيين بتحجيم الدور الايراني، وعدم شطبه نهائيا، فمن مصلحتنا عودة التوازن في العراق وسوريا بين المكونات، وكذلك نفع كبير لنا ان يعود حزب الله الى حدوده اللبنانية فقط.
للاسف هذا هو الواقع، فالقصة في الاقليم تكاد تصل حد اللامعقول، وهنا جاءت الامنيات والمواقف لتحاول فقط حماية الوجود واستمرار الاوطان، فاللعبة قذرة والعواطف مشوهة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. مع الاسف مازال هنالك من يدور في فلك امريكا و اسرائيل عن قصد او غير قصد يبرر المشروع الجديد للمنطقة و هو تفتيت الامه و ازاحت مسارها عن المقاومه ضد العدو المغتصب اسرائيل و توجيهه الى محور المقاومة الحقيقي ايران و حزب الله و سوريا , بعدما تم التامر مع بعض الدول العربية للاطاحة بعراق صدام حسين التي كانت في واجهة التصدي لمشروع امريكا واسرائيل .
    عجبا !!!!! عندما يقول الكاتب (السلوك الايران الاجرامي في العراق وسوريا واليمن ) بينما نشاهد ان التحالف العربي و امريكا و اسرائيل هم من يدكوّا المواطنين العزل بالصواريخ في تلك الدول و هم من يوردون السلاح و المسلحين لتلك الدول و هم المستفيدين من النفط و الخيرات لتلك الدول .
    اذا لابد لنا من الرجوع الى تاريخنا و تاريخ المنطقة لنعرف من عدونا الحقيقي و ما اهدافة بعيدا عن ماكنة الدعاية الامريكية الاسرائيلية التي تبحث عن دمار البلاد الاسلامية و تمزيقها لتعم الفوضى و يسهل نهب خيراتها .

  2. الى تعليق 1..لافرق بين عدوانية ايران عن الكيان الصهيوني ولافرق بين امريكيا وروسيا في العداء للعروبة والاسلام….عيب وخجل على التيار القومجي اليساري العلماني العربي ان يعتبر ايران مقاومة وممانعة في حين انها تكن العداء للقومية العربية وعيب ايضا على هذا التيار ان يعتبر روسيا صديقة في حين ان روسيا هي اول دولة تعترف بالكيان الغاصب ولا فرق يينها وبين امريكا

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى