بين ماضٍ وآتٍ….. / سليم محمد البدور

بين ماضٍ وآتٍ…..

الحب يظهر مرة اخرى بحالة موسمية،يحاول أن يظهر بأنه يملك تاريخ صلاحية يعلنها أحد اطرافه عندما يقرر أن يكشط كل شيء ويمضي ؛ليخلف الآخر بين انتظاروفيض من التساؤلات ،وقلب اصابه شرخ كبير ينزف بصمت وفقد يتشكل بصورة قاتل مأجور .

كنا نتلاقى من عشيه ونقعد على الجسر العتيق …….
الأيادي متشبثة عازمة على البقاء عمراً، والشفاه بين كرٍ وفر ،نسلم انفسنا لقدر الحب ،نتقدم بكلتا القدمين لم نؤخر واحدة ؛خشية قطيعة مفاجئة نتعامل مع الزمن المحمل بالحب بكل سخاء نعطيه كل قوانا ونبايعه السيادة يقودنا حيث يشاء يمسك بلجام قلوبنا، ويعدو بنا نتوسل له ليعطينا وقتا مستقطعاً؛ لراحة فكرية كاملة، وعرقنا يتصبب نصب عينيه جراء الاجهاد الدائم بالتفكر في التفاصيل،والحنين لكل ما كان منه هنا وهناك ،صور ترسم جدارية على كل شيء حتى على ستارة عيوننا من الداخل لنراها حين نغفو ،رغم ذلك متعة كبرى تشاركنا الحياة ونُقبلُ على الاشياء بشهية جامحة .

آهٍ منك ياسيدةِ الغناء لِمَ اخترتِ تشرين وقت اللقاء؟
هل مغرمة بالشتاء الباكر.
والليل هل هو مقدمة لموسم الحداد على فقد دائم؟
وجلستِ وإياه على جسر عتيق هل القِدٓم اشارة منك على تلف الجسر وأنه لا قدرة له على حمل الحب طويلاً ،أم أنك تحبين التأرجح بين ضفتين وتدمنين النظر من فوق لتتحسسي هاوية قادمة .

مقالات ذات صلة

هل العشق جريمة نداريها ونتلثم بالليل لكي لا يحفظوا وجوهنا ونصبح في الصباح حكاية على ألْسِنة الواشين والحاقدين والمتربصين لحكاية محشوة كهذه ما أجمل السماء وأوراق تشرين كيف تكتمتا على سر اللقاء السري بين عاشقين!.

ولكن ما العذر الذي جعل احدهم ليخلف موعداً عشقيا،ويترك آخره تحت الامطار يلمح سقوط الاشياء بحسرة عرفت الآن لم اخترتِ موسماً ماطراً وقت اللقاء ليخفي الدموع المنسكبة لتمتزج بالغيث .

عذرا يافيروز ولكلماتك لم يكن الحب موسمياً ولكننا نحن من اخطأنا من يشاركنا إياهُ فهناك طبائع لا تجيد الوفاء طويلاً تدير ظهرها مكتفية بما كان فيها من ذاك .
هل القلوب تطيق العيش دون حب ؟
وكيف يصبح الإنسان إنسانا إن لم يُحب؟
وكم هو جميل ايقاع تسارع القلب وقت اللقاء الأول والمحادثة الاولى وحين يشتاق ويتلحف باللهفة الدائمة لمن عشقنا واحببنا ،ولكننا تجنينا على الحب حين وصفناه موسميا وأنه حِكراً على أحد وأنه “مثل الموت أو الولادة صعبٌ أن يـُعاد مرتين”.
لا اعارض رؤاكِ في الحب لكن ليتنا رممنا عطب حبنا الأول بحب آخر ونكتفي بذكرى حبنا القديم ك إكتفائنا بذكريات الطفولة نعرف استحالة عودتها لذا نكتفي بالمتعة المقيمة هناك .

قلم :سليم محمد البدور

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى