بين أبو تايه والكرامة / هبة ابو طه

في الوقت الذي يحاكم به الجندي معارك أبو تايه على بطولته وصونه لأرض الوطن، يفلت الجندي الصهيوني القاتل من العقاب و لا يحاسب على جريمته النكراء، ولا نشاهده خلف القضبان و لا يصدر حكما بسجنه مدى الحياة، ولم يأخذ القضاء بالثأر كما اخذ بثأر الاعداء الأمريكان والصهاينة من قبل.

فلماذا لم تحتضن الدولة الأردنية البطل معارك بعد تأديته لواجبه الوطني، كما احتضن المجرم الخنزير نتنياهو القاتل، لماذا تبخسون من دمنا، و تنتقصون من سيادتنا وتضربون كرامتنا بعرض الحائط!.

“لم أذنب وقمت بواجبي” جملة نطقها الجندي معارك ابو تايه ابان محاكمته على عمله البطولي، تلك الجملة كافية لتصف واقع الحال المرير، ولتختزل ما نعيشه من تحكم بقراراتنا و تعدي على سيادتنا.

بالنسبة لي لم أحتمل متابعة جلسة محاكمة البطل أبو تايه للنهاية، فبراكين القهر فاضت بداخلي كحال كل أردني وعربي عندما رأيته خلف القضبان مكبل مظلوم مضطهد، كنت أتوقع حينما فتحت الفيلم القصير الخاص بالمحاكمة مشهد مشرف وليس مسرحية هزيلة سميت محاكمة لارضاء العدو الامريكي.
لكم تمنيت أن أصغي لقرار عسكري يقضي بطرد القواعد الأمريكية من أرضنا، و ترقية الجندي البطل أبو تايه كنوعا من الشكر على امانته باداء الواجب، لكن وللأسف كان القرار معيبا ومؤلم، فأبو تايه لم يخالف أحكام القوانين الناظمة بل هرع وارتجل وصوب سلاحه لحماية ثرى وطنه.
وهنا سأفترض ان ما قام به الشهم أبو تايه قام به جندي أمريكي، هل سيحاكم الأمريكي بالحبس مدى الحياة مع الأشغال الشاقة أم سيباركون الفعل الذي قام به؟، وهل سيسمحون للأردن بالتعدي على سيادتهم والتدخل بقراراتهم؛ بالتأكيد لا الاجابة واضحة، ورأينا موقف مشابه لذلك حين اقدم الجندي الأردني البطل أحمد الدقامسة على اطلاق النار على فتيات صهيونيات ماذا فعلت الأردن وكيف قدم النظام الاعتذار للعدو الصهيوني والثمن الذي دفعه الدقامسة حينما صان كرامة وعرض بلاده، وبعد أعوام راينا كيف استشهد القاضي الأردني رائد زعيتر برصاصات العدو الصهيوني فالموقف الرسمي حينها و ما حصل الأيام الماضية مع ابو تايه كافي لأقول لأصحاب القرار خسئتم فدمهم ليس أغلى من دمنا.
ولو نظرت من منطلق عروبي على موقف ابو تايه، لن أكترث بتاتا للاسباب التي جعلته يقدم على قتلهم، بل سافكر بامر واحد وهو الثأر، وان لم يكن هذا هدف ابو تايه ولكنه حقا اخذ بجزء من ثأر شهداء العراق و ليبيا وفلسطين وسوريا و كل عربي استشهد برصاص العدو الامريكي، ليكن بذلك اقتص بقتلهم جزءا بسيطا من فاتورة دمنا.
نهاية سأقول سلمت يدك يا ابا تايه وسلمت يد الدقامسة من قبلك، فانتما الأمل و انتما ذخر الوطن، و انتما من تتباهى العروبة بكم وتتغنى ببطولاتكما، ولا تحزني يا أم معارك بل افرحي لأنك أنجبتي رجلا ترعرع بين كنفيك على حب الأرض و الوفاء للوطن، ويحضرني هنا ما كتبه المناضل نجيب الريس لأصف به حال معارك ” يا رنين القيد زدني نغمة تشجي فؤادي، إنّ في صوتك معنى للأسى والاضطهاد، لم أكن يوما أثيما لم أخن يوما نظاما، انما حب بلادي في فؤادي قد أقاما”

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى