بيـن مـاجــد وَ عـبـد المـجـيـد! / د . ناصر نايف البزور

بيـن مـاجــد وَ عـبـد المـجـيـد!
“ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا”!!! مما لا شَكَّ فيه أنَّ قلوب شريحة واسعة من المتعلِّمين وغير المتعلمين من الشعب الأردني تـتابعُ وتترقّب نتائج المبارتين القادمتين لمنتخبنا الوطني ضد بنغلادش وأستراليا خلال الأيام القليلة القادمة، وخصوصاً مباراتنا الحاسمة ضد الكنغارو على أرضه وبين جماهيره، حيثُ باتَ يتحتَّمُ علينا الفوز لضمان التأهُّل إلى نهائيات كأس العالم!

ولطالما حلمت الجماهير الأردنية بالوصول إلى المونديال أسوةً ببعض أشِقَّاءنا العـرب، مع أنَّ الوصول وحتّى الظفر بكأس العالم لا يُعيدُ لنا أقصانا، ولا يُخَفِّفُ من عددِ اللاجئين السوريين ولا العراقيين، ولا يُساعد فقيراً في ديارنا على تحصيل كيلو لحم بلدي واحد في غير وقت عيد الأضحى!

أيّاً كان فهوُ حُلُم يُراود الملايين ولعلَّه يرسم بسمة على شفاه بعض المحرومين من أي شكل من أشكال الفرح! فحتّى لو كانَ الحلم مستحيلاً فدعونا نحلُم بأيِّ شيءٍ مُشرقٍ بدلاً من الكوابيس اليومية بارتفاع أسعار الكهرباء والماء والدواء وما يًحيقُ بكثيرٍ منِّا من العناء والشقاء!

وفي ذروة انتظار الجماهير المسكينة، فقد فشِل الجهاز الإداري في إجراء مُباراة ودِّيِّة واحدة قُبيل ملاقاة البنغاليين والإستراليين، فقد قام الإتِّحاد مُؤخَّراً بمخاطبة مجموعة من الإتحادات لإجراء لقاء ودِّي يتيم، لكنَّ الجميع اعتذر عن تلبية دعوتنا حتّى مُنتخب فلسطين؛ وكما يقول شكسبير “حتّى أنتَ يا فلسطينوس”، قصدي يا بروتس!!!

مقالات ذات صلة

هذا الفشل الإداري الذريع قد يؤدِّي لنتائج كارثية أمام أستراليا بل وحتّى أمام بنغلادش؛ وعليه يجب مُحاسبة المُقَصِّرين! فقد كان يتوجَّب على الجهاز الإداري تأمين بعض المباريات مع بعض الفرق القوية والتخطيط لها قبل شهور طويلة! وأخشى أن يقوم منتخبنا في اليومين القادمين باللعب ضد “فريق دبَّة نمر” أو “فريق الجلمة”، وهي فِرَق أحياء شعبية في الرمثا أنجَبَت العديد من اللاعبين على مستوى الوطن!!!

لكنْ يبقى السؤال المُحيِّر: “متى يُمكِن لمنتخب النشامى أن يتأهَّل إلى نهائيات كأس العالم ؟”!!! يبدو الجواب سهلاً لكِنَّه مُحبِط! فقد أجاب عليه المُعلِّق الأردني المتُألِّق “ماجـد” العدوان قبل ست سنوات،أي أثناء التصفيات السابقة والمُؤهِّلة للبرازيل، فقال: “سنشربُ القهوة في رودي جانيرو”! وعندما فشلنا بالتَأهُّل وخسرنا أمام الأرجواي، قامَ الكابتن ماجد نفسه بمواساتنا وأكّدَ أنَّنا “سنتزلّجُ في موسكو بعد أربعة أعوام”!!! وهاهي الأعوام تكادُ تنقضي وأخشى أنْ نّضطَرَ للانتظار حتَّى “نشرب الشاي في سيلان” أي بعد قرنٍ من الزمان!!

لَستُ سوداوياً لكنَّني أؤمن بالعلم والحقائق والوقائع. فالتأهُّل لنهائيات كأس العالم لا يكون بالتمنِّي، بل بالعمل الاحترافي الدؤوب من فنِّيين وإداريين ولاعبين. لذا فلن أقول “حتَّى ينوِّر الملح”، بل أقول إنَّ هذا يحتاج إلى عشرين إلى ثلاثين عاماً على الأقل إنننننننننن بدأنا بداية صحيحة!

وقد وَجَّهَ أحَد الطلاب في صفّي نفس السؤال قبل ثلاثين عاماً إلى مُعلِّم الجغرافيا،وهو مُدَرِّب الرمثا السابق عبد المجيد سمارة، فكانَ جوابه منطقياً وإن بدا هزلياً: “بَس يُفوز فريق الطُرَّة بكأس أبطال آسيا، بتأهَّل مُنتخبنا لكاس العالم”!!! فبين الكابتن ماجد والكابتن عبد المجيد، نتنمنّى للأردنيين العمرَ الـمـديـد… وعيش يا …. غزال!!!! واللهُ أعلَمُ وأحكَم!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى