بيع التبن يا ابو علي / يوسف غيشان

بيع التبن يا ابو علي

– كتب .. كتب ما حدا بقرا كتب …روح بيع تبن اربح لك.
وهي عبارة ذكية صرخ بها احد عقلاء المجانين، موجهة الى صديقي حسن ابو علي، صاحب كشك الثقافة العربية، في وسط البلد(عمان طبعا)، وكنت موجودا لحظة اطلاق هذا التصريح التاريخ، المؤلم في واقعيته وعقلانيته.
وعلى ذكر التصريح، فإن مذيعا، دقة قديمة، سأل شابا:
– اعطني اسم كتاب قرأته، وغير مجرى حياتك؟.
فاجاب الشاب بكل ثقة:
– كتاب الكيمياء…
– كتاب الكيمياء؟؟ كيف حصل ذلك؟
– من اول ما تصفحته حوّلت «أدبي» .

من البداية، اتهمت المذيع السائل بأنه دقة قديمة، لأنه فعلا، دقة قديمة، فما عاد احد يقرأ كتبا، حتى جناب حضرتي، فقد كنت قارئا جيدا قبل عقد او عقدين ،لكنني الآن اقضي معظم وقتي على النت، وما عدت استهلك ربع كمية الكتب التي كنت استهلكها في ذلك الزمان…فكيف بالشباب الجديد، الذي لم يتعرف على نكهة ونعمة المطالعة اصلا؟.
طبعا لا ننكر ان هناك المئات، وربما بضعة الاف، من القراء الشباب، لكنني اتحدث هنا عن ظاهرة عامة، ان لا يقرأ الإنسان عدا الكتب المدرسية والجامعية، وهي اصلا قراءة تحفيظية تلقينية لا تعني شيئا كثيرا.
ومع ذلك فإن المطابع تدور وتدور وتتمخض عن كتب وعناوين تعرض في المكتبات والأكشاك بكل هيبة ووقار.
قد تمنحنا وسائل الاتصال الإجتماعي بعض وسائل التثقيف، لكنها لا تكفي، ونحن نزداد جهلا على جهل وضعفا على ضعف . لكن مع ذلك ما نزال وسنبقى نصدر الكتب، لعل قارئا ما في مكان ما وزمان ما يقول في نفسه، هذا كتاب جيد يستحق القراءة.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى